أسقف أوكراني كاثوليكي يعطي البابا فرنسيس شظيّة من لغم روسي

البابا فرنسيس ورئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك، رئيس الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الأوكرانية البابا فرنسيس ورئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك، رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة اليونانيّة الأوكرانيّة | Provided by: Mazur/cbcew.org.uk/Олег Чупа via Wikimedia (GFDL)

أعطى رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة اليونانيّة الأوكرانيّة سفياتوسلاف شيفتشوك قطعة من لغم روسي منفجر للبابا فرنسيس في خلال زيارته الفاتيكان الاثنين الماضي.

وشيفتشوك في روما هذا الأسبوع للتحدّث مع البابا وأعضاء الكوريا الرومانيّة بشأن الحرب في أوكرانيا. وهذه المرّة الأولى التي يغادر فيها الأراضي الأوكرانيّة منذ أن شنّت روسيا غزوها الشامل في 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي خلال اجتماعهما الخاصّ في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أعطى شيفتشوك البالغ من العمر 52 عامًا البابا فرنسيس شظيّةً من لغم دمَّر واجهة كنيسة كاثوليكيّة يونانيّة أوكرانيّة، تحديدًا في مدينة إيربين في مارس/آذار الماضي.

وشكّلت إيربين موقعًا لإحدى أولى المعارك الكبرى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد تمكّنت القوّات الأوكرانيّة من استعادة المدينة في 28 مارس/آذار الماضي بعد أسبوعَيْن من سيطرة القوّات الروسيّة على نصف مساحتها.

وقالت الكنيسة الكاثوليكيّة اليونانيّة الأوكرانيّة في بيان إن هذه الشظيّة «هديّة رمزيّة جدًّا» لأنّ إيربين إحدى أولى «المدن الشهيدة» المتضرّرة من العدوان الروسي على أوكرانيا ولأنّ شظايا ألغام أرضيّة مماثلة قد استُخرجت من جثث جنود ومدنيين وأطفال أوكرانيين، وهي تشكّل علامة واضحة على الدمار والموت اللذَيْن تخلّفهما الحرب كل يوم.

رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك يعطي البابا شظيّة من لغم روسي دمّر واجهة كنيسة في إيربين بأوكرانيا في مارس/آذار 2022. Provided by: Ukrainian Greek Catholic Church
رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك يعطي البابا شظيّة من لغم روسي دمّر واجهة كنيسة في إيربين بأوكرانيا في مارس/آذار 2022. Provided by: Ukrainian Greek Catholic Church

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن انقطاع التيّار الكهربائي في الآونة الأخيرة قد أثّر في نحو 4.5 ملايين مواطن أوكراني بعد الهجمات الروسيّة على البنية التحتيّة المدنيّة.

وتقدّر الحكومة الأوكرانيّة عدد القتلى المدنيين بما يصل إلى 29 ألفًا. وقالت في يونيو/حزيران الماضي إن عشرة آلاف من أفراد القوّات الأوكرانيّة قُتِلُوا وأصيب 30 ألفًا وفُقِدَ 7200 في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الغزو الروسي.

ولدى لقائه رئيس الأساقفة شيفتشوك الاثنين، أكد البابا فرنسيس قربه من الشعب الأوكراني في الصلاة والعمل، داعيًا الأساقفة الأوكرانيين إلى القيام بـ«خدمة إنجيليّة تقرّبهم من الناس الذين يعانون».

كما قال البابا إن الكرسي الرسولي ملتزمٌ تعزيز وضع حدّ للعدوان وتحقيق سلام عادل والتضامن مع الشعب الأوكراني ودعمه.

وأشار بيان الكنيسة الكاثوليكيّة اليونانيّة الأوكرانيّة إلى أن شيفتشوك أخبر البابا فرنسيس بأن الحرب في أوكرانيا «حرب استعماريّة، وبأن المقترحات الروسيّة لإحلال السلام هي مقترحات استعماريّة».

وقال رئيس الأساقفة شيفتشوك: «إنّ هذه المقترحات تعني إنكار وجود الشعب الأوكراني وتاريخه وثقافته وحتى الكنيسة. إنّها إنكار للحقّ ذاته في وجود الدولة الأوكرانيّة التي يعترف بها المجتمع الدولي وبسيادتها وسلامتها الإقليميّة. وعلى هذا الأساس، فإنّ مقترحات روسيا تفتقر إلى أساس للحوار».

وقدّم شيفتشوك أيضًا إلى البابا فرنسيس الخطّة الرعويّة التي وضعتها الكنيسة الكاثوليكيّة اليونانيّة الأوكرانيّة للعام 2023 والتي تُشدّد على أهمّية خدمة الأضعف ومرافقة النازحين من منازلهم وشفاء الجروح التي سبّبتها الحرب.

وتابع شيفتشوك: «أخبرتُ البابا عن خدمة الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات في الأراضي المحتلّة حاليًّا. أكدتُ أن جميع رعاتنا وقفوا إلى جانب الأشخاص الذين يعانون، وأوضحتُ أن كلًّا من كاتدرائيّاتنا وكنائسنا وأديرتنا بات ملجأ ومركز ترحيب وخدمة إنسانيّة».

ونشر شيفتشوك رسائل فيديو لتشجيع الشعب الأوكراني وتقديم معلومات حول الوضع اليومي في البلاد منذ الغزو الروسي الشامل في فبراير/شباط الماضي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته