البابا فرنسيس يحتفل بذبيحة إلهيّة تاريخيّة في البحرين ويحضّ المشاركين على محبّة الأعداء

البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في ملعب البحرين الوطنيّ البابا فرنسيس يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في ملعب البحرين الوطني | Provided by: Vatican Media

دعا البابا فرنسيس اليوم إلى محبّة الجميع حتى العدوّ، معتبرًا هذا الأمر تحدّيًا لنكون أبناء للآب ولبناء عالم من الأخوّة. فهذا يعني اختيار ألّا يكون لدينا أعداء وألّا نرى في الآخر عقبة يجب أن نتجاوزها بل أخٌ وأختٌ يجب أن نحبّه ونحبّها، بحسب قوله. كلام البابا هذا جاء في عظة ألقاها في خلال احتفاله بذبيحة إلهيّة تُعدّ تاريخيّة، صباح اليوم في ملعب البحرين الوطنيّ. فهو أوّل بابا يزور هذه المملكة الخليجيّة ذات الغالبيّة المسلمة، ويحتفل بالقداس الإلهي مع عدد هائل من المؤمنين.

شارك في الذبيحة الإلهيّة حوالى 23 ألف شخص من 111 جنسيّة مختلفة. كما حضر القداس بطاركة الكنيسة المارونيّة بشارة الراعي والكنيسة الكلدانيّة لويس روفائيل ساكو وكنيسة السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان وكنيسة الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحاق سدراك.

شرح الحبر الأعظم أنّ المسيح هو «رئيس السلام» الذي يصالح الناس مع الله ومع بعضهم البعض، فعظمة قدرته لا تستخدم قوّة العنف بل ضعف المحبّة.

البابا يصلّي أمام تمثال العذراء مريم اليوم في ملعب البحرين الوطني. Provided by: Vatican Media
البابا يصلّي أمام تمثال العذراء مريم اليوم في ملعب البحرين الوطني. Provided by: Vatican Media

وأضاف أنّ المسيح واقعيّ لا يقترح محبّة عاطفيّة ورومانسيّة بل يتكلّم بصراحة عن «الأشرار» و«الأعداء»، وأنّ هناك صدامًا بين النور والظلمة في داخلنا، وأنّنا نتعرّض أحيانًا للأذى بشكل غير مفهوم. وسأل البابا: «ماذا نفعل عندما نجد أنفسنا نعيش في مثل هذه المواقف؟» وأجاب أنّ يسوع طلب من تلاميذه: «أن يبقوا دائمًا مخلصين في المحبّة، على الرغم من كلّ شيء، حتى في وجه الشرّ والعدوّ». كما أردف: «هذا ما يطلبه الربّ يسوع منّا: لا أن نحلم "بسلام" في عالم تحرّكه الأخوّة، بل أن نلتزم البدء نحن أنفسنا، وبدء عيش الأخوّة العالميّة عمليًّا وبشجاعة، والمثابرة على الخير حتى عندما نلقى الشرّ ونكسر دوّامة الانتقام، فنجرّد العنف من سلاحه».

وأكد الأب الأقدس أنّ «دعوة يسوع لا تشمل أوّلًا مسائل البشريّة الكبرى، بل أوضاع حياتنا العمليّة: علاقاتنا في العائلة والعلاقات في الجماعة المسيحيّة والروابط التي ننمّيها في بيئة العمل وفي واقعنا الاجتماعي». وقال: «من يتبع أمير السلام، يجب أن يميل دائمًا إلى السلام. ولا يمكن أن نستعيد السلام إن أجبنا على كلمة سيّئة بكلمة أسوأ، وإن رددنا على الصفعة بصفعة مثلها».

وفسّر فرنسيس أنّ القدرة على الحُبّ هي نعمة من لدن الله يجب أن نطلبها بإصرار وهي تُسقط ببطء الجدران التي تقسّي قلوبنا.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته