البابا فرنسيس يخطب أمام مجلس حكماء المسلمين ويقتبس من أقوال الإمام علي

البابا فرنسيس والإمام الدكتور أحمد الطيّب البابا فرنسيس والإمام أحمد الطيّب | Provided by: Alexey Gotovskiy–EWTN

«أودّ أمامكم أن أكرّر أنّ إله السلام لا يقود أبدًا إلى الحرب ولا يحرّض أبدًا على الكراهية ولا يؤيّد العنف أبدًا». هذا ما أكده البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم أمام أعضاء مجلس حكماء المسلمين في لقاء عقده معهم في مدينة عوالي البحرينيّة، بحضور شيخ الأزهر أحمد الطيّب. ويقوم الأب الأقدس بزيارة البلاد من 3 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

حيّا البابا الحاضرين واصفًا إيّاهم بالذين يريدون العمل على تعزيز المصالحة لتجنّب الانقسامات والصراعات في الجماعات الإسلاميّة والذين يهتمّون بإزالة التفسيرات الخاطئة التي تسيء فهم المعتقد الديني من خلال العنف.

وشدّد أمام أعضاء المجلس على أنّ «الله ينبوع السلام»، وأثنى على هدفهم بنشر ثقافة السلام المؤسَّس على العدل إذ «لا يمكن إعلان السلام فقط، بل يجب ترسيخه. وهذا ممكن بإزالة عدم المساواة والتمييز اللذَيْن يولّدان عدم الاستقرار والعداء».

وشكر الأب الأقدس الحاضرين على التزامهم بالسلام. وأردف: «جئتُ إليكم بروح فرنسيس الأسيزي الذي اعتاد على القول: ليكن السلام الذي تنادون به بفمكم وافرًا في قلوبكم».

وأردف الحبر الأعظم: «لنقدّم مستقبل الأخوّة على ماضٍ من العداء ولنتغلّب على الأحكام المسبقة وسوء الفهم في التاريخ باسم من هو ينبوع السلام». ولشرح كيفيّة تمكّن المؤمنين من مختلف الأديان والثقافات من العيش معًا واحترام بعضهم البعض، اقتبس من الإمام علي: «الناس صنفان، إمّا أخٌ لَكَ في الدين أو نظيرٌ لكَ في الخلق»، طالبًا أن نشعر بأنّنا مدعوّون إلى رعاية كلّ من وضعهم المخطّط الإلهي بالقرب منّا في العالم.

ورأى البابا أنّ واجبات القادة الدينيين أمام الإنسانيّة الجريحة والممزّقة جعل «المعتقدات الكبرى كالقلب الذي يوحّد أعضاء الجسد».

وفسّر البابا أنّ الشرّ يجد جذوره في رفض الله والأخ. وتوجّه إلى الحاضرين قائلًا: «أيّها الأصدقاء الأعزّاء وإخوتي في إبراهيم والمؤمنون بالله الواحد، إن الشرور الاجتماعيّة والدوليّة والاقتصاديّة والشخصيّة والأزمة البيئيّة المأساويّة التي تميّز هذه الأوقات والتي تأمّلنا فيها هذا اليوم، تأتي في النهاية من ابتعادنا عن الله وعن الآخر». لذا أعتبر أن هناك وسيلتَيْن تساعدان في تقريب المؤمنين من جديد من عبادة إله السماء والناس الذين من أجلهم خلق الله الأرض، هما الصلاة والأخوّة. وندّد الحبر الأعظم بالمؤامرات الغامضة والتناقضات المؤلمة التي تسيء إلى اسم الله عبر الذين يدعمون العنف وتجارة السلاح، فيؤدّي كل ذلك إلى سيناريوهات مأساويّة. وصرّح: «نحن الذين نتحدّر من إبراهيم، أبي الشعوب في الإيمان، لا يمكننا أن نهتمّ فقط بـ"أتباعنا"، بل لنزداد اتحادًا، علينا التوجّه إلى كلّ الجماعة البشريّة التي تسكن الأرض».

 

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته