الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

كوتا المسيحيّين في العراق… بين احتدام المنافسة وتحدّيات الاستِلاب

منافسة محتدمة للفوز بأحد المقاعد الخمسة المخصّصة لكوتا المسيحيّين في مجلس النوّاب العراقيّ/ مصدر الصورة: اسماعيل عدنان/آسي مينا

ما زالت المنافسة محتدمة بين المرشّحين التسعة عشر الساعين إلى الفوز بأحد المقاعد الخمسة المخصّصة لكوتا المسيحيّين في مجلس النوّاب العراقيّ، رغم التحدّيات والمصاعب، لا سيّما مع دنوّ أجل الاستحقاق الانتخابيّ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

تغيب عن المشهد الانتخابيّ شخصيّات مسيحيّة عدّة استبعدتها المفوّضيّة العليا المستقلّة للانتخابات، بموجب ذرائع يراها أصحاب العلاقة واهية أو غير قانونيّة أو بضغط من «فصائل مسيحيّة مسلّحة». كذلك، قرّرت أحزاب وجهات سياسيّة مسيحيّة عدّة مقاطعة الانتخابات، في ظلّ صمتٍ حكوميّ بشأن المطالبات المتكرّرة بحصر التصويت على مقاعد الكوتا ضمن المكوِّن المسيحيّ.

لا ضمانات

في هذا الصدد، أكّد رامي سياوش، النائب المنتَخَب في برلمان كُردستان العراق، أنّ كوتا المسيحيّين أفرِغَت من مضمونها ومغزاها الحقيقيَّين، بسبب غياب ضمانات قانونيّة صريحة تحصر التصويت بأبناء المكوِّن لاختيار ممثّليهم، ما يحول دون تحقيق تمثيلٍ حقيقيّ نابعٍ من إرادتهم الفعليّة.

وأشار إلى تجاهل مراكز القرار في بغداد مطالبات الكنيسة والقِوى السياسيّة المسيحيّة المتكرِّرة بضرورة تعديل قانون الانتخابات ولوائح المفوضيّة العليا، لضمان حصريّة التصويت، «ما أدّى إلى استمرار اختراق التمثيل النيابيّ المسيحيّ عبر نوّاب يمثّلون قوى لا تمتّ إلى هذا الشعب بصلة، سوى بالاسم».

خلل جوهريّ

يرى مسيحيّون كثيرون في آليّة الانتخاب بحسب القانون الحاليّ خَلَلًا جوهريًّا يسمح بالاختراق. في هذا الشأن، استغربَ نادر جبرائيل عبر «آسي مينا» ما شهدته انتخابات سابقة من حصول مرشّحين مسيحيّين على عددٍ كبير من أصوات الناخبين، في خلال التصويت الخاصّ لمنتسبي الوزارات الأمنيّة التي لا تضمّ سوى عددٍ محدودٍ جدًّا من المسيحيّين بين منتسبيها.

إخلال بالتمثيل الحقيقيّ

وقالت غادة إسحق إنّ حرمان عراقيّي المهجر من التصويت هو ضربة قاصمة لاستحقاق مسيحيّيه الانتخابيّ، لا سيّما أنّ النسبة الكبرى منهم اضطرّت إلى الهجرة وتعيش اليوم خارج الوطن، فأصبحت تُعاني الإقصاء على صعد عدّة.

وعدَّت أنّ انقسام المسيحيّين أنفسهم وعدم اتّفاقهم على شخصيّة أو جهة بعينها لتُمثّلهم، سهَّلا ما سمّته هيمنة الأحزاب الكبرى والقوى المتنفّذة على استحقاقهم الانتخابيّ، «الأمر الذي ما عاد يخفى على أحد».

وبينما لم يقرأ جبرائيل في حضور النوّاب المسيحيّين في الدورات السابقة أيّ تأثيرٍ يُذكَر كونهم «لم يقترحوا أو يشرّعوا أيّ قانونٍ يخدم حماية الوجود المسيحيّ»، وجدها سياوش تجربة مريرةً «دفع شعبنا ثمنها باهظًا» إذ لم يجد إزاء التطاول على حقوقه الأساسيّة أيّ رادع قانونيّ أو نيابيّ.

وأعرب كلاهما عن خشيته من تكرار السيناريو نفسه إزاء امتلاك جهاتٍ بعينها قوى مسلّحة «على هامش الدولة وليست ضمنها» ومالًا سياسيًّا وفيرًا قادرًا على شراء عشرات آلاف الأصوات من خارج المكوِّن وقلب موازين القوى.

تعيين كلدانيّ مبعوثًا خاصًّا 

على صعيدٍ متّصل، أثار تعيين الكلدانيّ المسيحيّ مارك سافايا، ذي الأصول العراقيّة، مبعوثًا خاصًّا للولايات المتّحدة في العراق قبيل الانتخابات المزمعة، ردود أفعالٍ متباينة، بين من عدّه اعترافًا باضطراب وضع البلاد وحاجته إلى إجراءات خارج الأطر الدبلوماسيّة والرسميّة المعتادة لتقويمه، وبين من وصفه بأنّه «محطّة فخر واعتزاز لأبناء الشعب الكلدانيّ كلّهم وتعبير عن الثقة الدوليّة بقدراتهم وإسهاماتهم الفاعلة في تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات».

جدير بالذكر أنّ الحكومة العراقيّة حدّدت 11 نوفمبر/تشرين الثاني موعدًا لإجراء الانتخابات البرلمانيّة. ويخصّص قانون انتخابات مجلس النوّاب العراقيّ خمسة مقاعد للمكوّن المسيحيّ، وفق نظام الكوتا، موزّعة على محافظات بغداد، ونينوى، وكركوك، وأربيل، ودهوك، لضمان تمثيله في مجلس النوّاب المقبل.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته