مقاعد كوتا المسيحيّين في برلمان كردستان العراقيّ إلى الواجهة من جديد

برلمان إقليم كردستان العراقي برلمان إقليم كردستان العراقي | مصدر الصورة: Serhii Ivashchuk/Shutterstock

عقب ثلاثة أشهرٍ من خسارة المسيحيّين مقاعدهم الستّة التي تضمنها الكوتا في برلمان إقليم كردستان العراقيّ، عادت الأزمة لتتصدّر الأحداث من جديد. وذلك في أعقاب تحرّك مسيحيّ قانويّ لاستعادتها.

فقد رفع مسيحيّون دعوى قضائيّة إلى المحكمة الاتحاديّة العليا العراقيّة مطالبين بإعادة مقاعد الكوتا الملغاة بموجب قرار سابق للمحكمة. ويطالب «التحالف المسيحيّ»، المكوّن من مختلف أحزاب مسيحية، والمشكَّل حديثًا، بترسيخ حقوق المسيحيّين الأرمن والآشوريين والسريان والكلدانيّين. كما يرغب في «صون الكوتا في الانتخابات المقبلة في إقليم كردستان والعراق أيضًا» بحسب بيانه التأسيسيّ.

مقاطعة مسيحيّة للانتخابات النيابيّة

في السياق عينه، أكّد النائب عن المكوِّن المسيحي في برلمان الإقليم المنتهية ولايته ورئيس حزب المجلس القومي الكلداني جنان جبار بويا لـ«آسي مينا» مقاطعة الأحزاب المسيحيّة العاملة في الإقليم للانتخابات البرلمانيّة المقبلة احتجاجًا على قرار المحكمة. وعدّ القرار غير دستوريّ وظالمًا، وانتهاكًا لحقوق المكوّنات ومضِرًا بالعملية الديمقراطية في العراق كلّه وليس في الإقليم فحسب.

وعن مصير التمثيل المسيحيّ في الانتخابات المقبلة، قال بويا إنّ الأحزاب الأخرى قد ترشِّح مسيحيّين ضمن قوائمها. ولكنّ فوز أحدهم قد لا يعدّ تمثيلًا حقيقيًّا للمكوِّن كونه يحتاج إلى عدد من الأصوات لا يمكن أن يتوفر داخل المكوِّن، كما شرح.

تطبيق انتقائيّ للدستور 

ضمَّ بويا صوته إلى التساؤلات المطروحة عن أسباب الحفاظ على كوتا المكوِّنات في برلمان العراق الاتحاديّ، «الواقعة تحت سيطرة جهةٍ بعينها»، مقابل إلغائها في الإقليم. وذكّر بنصّ المادّة 49 من الدستور العراقي على أن «يراعى تمثيل سائر مكوِّنات الشعب في البرلمان».

وعدّ التطبيق الانتقائي للدستور وعدم تنفيذ بنوده كافّةً، بعيدًا عن المصالح الضيّقة لبعض الجهات، مشكلةً أساسيّةً يعانيها الجميع في العراق، وليس مكوِّنات بعينها.

صعوبة توحيد صفوف الأحزاب المسيحيّة

وسط دعوات لتأجيل الانتخابات في أعقاب إعلان أحزاب عدّة مقاطعتها، شدّد بويا على أهمّية إجرائها في موعدها حفاظًا على تجربة الإقليم الديمقراطية. وعدّ تأجيلها مضرًّا بجميع مكوِّناته، لتعطيله عمل الحكومة إذ يحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال.

وأشار إلى صعوبة توحيد صفوف الأحزاب المسيحيّة كافّةً في قائمة انتخابيّة واحدة نظرًا إلى وجود خلافات جوهريّة. فقال: «جميعنا مسيحيّون، ولكنّنا نمثّل قوميّات مختلفة وهي الكلدان والسريان والآشوريّين، إلى جانب الأرمن. ليس مقبولًا اختزال كلّ هؤلاء في تسمية "الكلدان والسريان والآشوريين" كونها لا تعبّر عن الواقع ولا تحترم الأغلبيّة».

قرار المحكمة الاتّحاديّة

كانت المحكمة الاتحادية قضت، في شهر فبراير/شباط الماضي، بعدم دستورية كوتا المكوّنات في برلمان إقليم كردستان العراقي.

وكان ممثلو مكوِّناتٍ وأحزاب سياسية ومنظمات مدنية في الإقليم تظاهروا في مارس/آذار الماضي، أمام كاتدرائية مار يوسف الكلدانية في قضاء عنكاوا-أربيل العراقيّة احتجاجًا على القرار عينه، مطالبين بعدم التزام الصمت تجاه ما عدّوه قرارًا غير دستوريّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته