العالم, الأربعاء 15 أكتوبر، 2025
ليس الزواج المسيحيّ مجرّد شركة تُؤسَّس على مصالح مشتركة، بل هو عهدٌ مقدَّس بين شخصَين يستلهمان التزامهما المحبّة والتضحية من الله، ما يعني بذل الذات، إذ يجتهد كلّ طَرَفٍ في إعطاء ذاته للآخَر ليعيشا معنى السعادة الحقيقيّة عَبْر هذا السرّ المقدس.
بيَّنَ الأب ميسَّر المخلِّصيّ من رهبنة الفادي الأقدس في حديثه عبر «آسي مينا» ما يواجهه هذا العهد من تحدّياتٍ عدّة تفرضها معطيات عالم اليوم، لا سيّما التقنيّات الحديثة المتغلغلة في كلّ صغيرةٍ وكبيرة.
الشريك الأمثَل
وقال إنّ المشكلة تبدأ من لجوء بعضهم إلى الذكاء الاصطناعيّ بحثًا عن الشريك الأمثَل، معتمِدين تقييماته بشأن التوافق الفكريّ والمادّي وسواها، ليرتبطوا بعلاقة تضمن لهم النجاح والسعادة، متناسين أنّ التطبيق لا يعرف شيئًا عن مشاركة الألم الحقيقيّ ولا تكامل النقص ولا اجتناب الخطيئة، فكيف سيدّلهم إلى من يُشاركهم مسؤوليّة العهد؟
وتابع: «قد يُعطي التطبيق نصائح مفيدة ويستمع بلا ملَل، لكنّه لا يقدّم حبًّا ولا غفرانًا ولا مشاركة حياتيّة. ويقود الاعتماد على نصيحته إلى الفردانيّة، ومتبنّيها يبتغي سعادته وراحته كفرد، غير مكترثٍ للشريك أو العائلة، فيُنهي العلاقة حالما تضايق، ما يناقض أبديّة سرّ الزواج القائم على المحبّة والرحمة والسعي إلى ضمان سعادة العائلة بكاملها والاهتمام بخيرها».
ترويج صورة غير واقعيّة
وأوضح أنّ ترويج الإعلام الرقميّ صورة مثاليّة غير واقعيّة تقدّم جمالًا لا يشيخ ورومانسيّةً بلا مشكلات ونجاحًا بلا تعب، يزرع بذور المقارنة والشعور بالنقص. أمّا الزواج المسيحيّ فهوّ سرّ قداسة، لا لأنّه كامل، بل لأنّه مسيرة يوميّة نحو الكمال بالمحبّة، يعلّمنا قبول الشريك كما هو، فهو، رغم هَناته، محبوبٌ في المسيح.
وأبرَزَ أهمّيّة الجاهزيّة معنويًّا، وعاطفيًّا ومادّيًّا، بوصفها نقطة الانطلاق إلى زواجٍ مسيحيٍّ ناجح، فضلًا عن البلوغ في فهم الحياة وتحمّل مسؤوليّة تكوين عائلة. فالانجذاب إلى الجمال الخارجيّ شعورٌ موقّت قد ينتهي بتغيّر الشريك، بينما الحبّ حسب الإيمان المسيحي كلّه عطاء، وهو قرار انتماءٍ إلى الآخَر، وابتغاء سعادته والسعي الجادّ إلى تحقيقها.
وختم: «ليس لجوء أحد الزوجَين إلى آلة بحثًا عن شريكه، انتصارًا للتكنولوجيا، بل إنذار بوجود خللٍ في العلاقة قبل بدئها، يستوجب علاجه مزيدًا من الحوار والإصغاء، وطلب مساعدة روحيّة أو نفسيّة، فالزواج يزدهر بلقاء قلبَين، وجهًا لوجه، لا شاشة لشاشة، متذكّرين عائلة الناصرة ومقتدين بمثالها في التماسك رغم التهديدات».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته