العالم, الجمعة 10 أكتوبر، 2025
يعود أصل كلمة «شمّاس» إلى السريانيّة، ومعناها «الخادم» وتُقابِلها باليونانيّة (Diakon-دياكون). والشمّاس هو الشخص الذي يخدم الأسرار المقدّسة والجماعة المؤمنة، أي الكنيسة.
تستمدّ هذه الخدمة قوّتها وفاعليّتها مباشرةً من ربّنا يسوع المسيح، الخادم الأمين الذي علّم تلاميذه المعنى الحقيقيّ للخدمة حين قام عن العشاء وغسَلَ أرجلهم ودعاهم إلى الاقتداء بمثاله: «لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا... إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ»، وفق ما بيّن الأب دنخا عيسى الراهب في حديثه لـ«آسي مينا» غداة يوبيل الحياة المكرّسة.
وأوضح أنّ هذه الخدمة بدأت في الكنيسة الأولى عقب تزايد أعداد المؤمنين وتعاظم احتياجاتهم، ولئلّا ينصبّ اهتمام الرسل على الاحتياجات المادّيّة والمعيشيّة على حساب كلام الله، ارتأى الاثنا عشر رسولًا تسليم تلك المهمّات إلى الخدّام أي الشمامسة، بحسب ما يُخبرنا سفر أعمال الرسل، الإصحاح السادس.
هكذا اختارت الكنيسة الشمامسة السبعة، وعلى رأسهم «إسْتِفَانُوسَ، رَجُلًا مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ»، ليهتمّوا بالإخوة والحاجات الجديدة التي ظهرت في الكنيسة.
وأشار عيسى إلى أنّ التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة يؤكّد أنّ الشمّاسيّة هي إحدى الدرجات الكهنوتيّة، وأنّ ممارسة الخدمة الكنسيّة التي أقامها الله موزّعة على درجات متنوّعة بين مَن يسمّونهم، منذ القدم، أساقفة وكهنة وشمامسة. كما تشدّد الكنيسة في تعليمها على ضرورة أن يُجِلّ الجميع الشمامسة، إجلالهم المسيح يسوع.
تبدأ درجات الشمّاسيّة الثلاث بأدناها، وهي درجة القارئ، ويشرح عيسى أنّ «دوره قراءة المزامير والعهد القديم والترنيم والتسبيح، ويُشتَرَط ألّا يقلّ عمره عن 12 عامًا. أمّا الرسائليّ ويسمّى أيضًا «هوبذيقني»، وهي كلمة يونانيّة تعني «مساعد الشمّاس»، فخدمته أن يقرأ الرسائل وأسفار العهد الجديد، ويُشتَرَط ألّا يقلّ عمره عن 17 عامًا».
ونبّه عيسى إلى أنّ الثالثة، وهي درجة الشمّاس الإنجيليّ، تُعَدّ أولى درجات الكهنوت. لذا، فإنّ من نالها ينبغي أن يكون قدوةً في الكلام والتصرّف والمحبّة والخدمة والطاعة، وهذا يُساعد الكاهن في خدمة الأسرار.
الشمّاسات
ختامًا، أوضح عيسى دور الشمّاسات: «يمكننا القول إنّ الشمّاسيّة النسائيّة شرعت مع بنات العهد (بني قيامه) اللواتي لم يكنّ راهبات ضمن قانونٍ ديريّ رهبانيّ، لأنّ الحياة الرهبانيّة لم تكن معروفة في بداية القرن الثالث، زمن شروعنّ، بل كنّ مكرّسات لخدمة الكنيسة وضمن أجواق الإنشاد وإقامة الصلوات الطقسيّة، وهو ما يؤكّده القدّيس أفرام السريانيّ».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته