روما, الخميس 25 سبتمبر، 2025
ذكر البابا لاوون الرابع عشر، صباح اليوم في القصر الرسولي الفاتيكانيّ في خلال مقابلة خاصة مع أعضاء هيئة كتّاب مجلة «الحضارة الكاثوليكية»، أنّ أبرز سماتها قدرتها على مقاربة الواقع الراهن بلا خوف من مواجهة تحدياته وتناقضاته.
مجلة «الحضارة الكاثوليكية» تابعة للرهبنة اليسوعية، وتُعدّ أقدم مجلة ما زالت تصدر باللغة الإيطالية، إذ أسّستها قرابة العام 1850 مجموعة من اليسوعيين في نابولي.
وشكر الحبر الأعظم أعضاءها على الخدمة الأمينة والكريمة التي قدموها سنوات طويلة إلى الكرسي الرسولي. وأكّد أنّ عملهم أسهم وما زال يسهم في جعل الكنيسة حاضرة في عالم الثقافة، بانسجام مع تعاليم البابا وتوجّهات الكرسي الرسولي.
وشرح أنّ ما يكتبونه يمكن أن يساعد قرّاءهم في فهم أفضل للمجتمع المعقّد الذي نعيش فيه، وتقييم إمكاناته وضعفه، بحثًا عن «علامات الأزمنة» التي دعا المجمع الفاتيكاني الثاني إلى الانتباه إليها. وأضاف أنّ من خلال مقالاتهم يمكنهم أن يمنحوا القراء أدوات تفسير ومعايير عمل مفيدة، كي يسهم كلّ واحد في بناء عالم أكثر عدلًا وأخوّة، قائم على الحقّ والحرية.
وذكر لاوون قول القديس يوحنا بولس الثاني: «دور الكنيسة المنوط بكم توسيعه ونشره هو إعلان إنجيل المحبة والسلام، وتعزيز العدالة وروح الأخوّة والوعي بالمصير المشترك للبشر، وهي شروط لا غنى عنها لبناء السلام الحقيقي بين الشعوب».
وشدّد البابا على دور الكتّاب باعتبارهم صوتًا للفقراء والمهمشين. وأضاف: «أن تكونوا صوت الصغار هو جانب أساسي من حياة كلّ مسيحي ورسالته. وهذا يتطلب أولًا قدرة كبيرة ومتواضعة على الإصغاء، وعلى الاقتراب من المتألمين للتعرّف في صرختهم الصامتة إلى صرخة المصلوب القائل: "أنا عطشان". وبذلك حصرًا يمكن أن نصبح صدى أمينًا ونبويًّا لصوت المحتاجين، كاسرين دوائر العزلة والوحدة».
وركّز على دورهم بصفتهم رسلًا للرجاء. وهذا يعني مواجهة اللامبالاة التي تجعل بعضهم غير مبالين بالآخرين. واعتبر أنّ الأهم من ذلك إعلان أنّ رجاءنا الأخير هو المسيح والتذكير به.
وذكّر البابا بكلمات سلفه الراحل فرنسيس التي وجّهها إليهم قبل رحيله: «أشجعكم على متابعة عملكم بفرح، من خلال الصحافة الجيدة التي لا تنحاز إلا إلى الإنجيل، منصتةً إلى جميع الأصوات... المجلة لا تكون كاثوليكيّة حقًّا إلّا إذا امتلكت نظرة المسيح إلى العالم، ونقلتها وشهدت لها». وأضاف لاوون إلى كلام فرنسيس: «هذه هي رسالتكم: أن تلتقطوا نظرة المسيح إلى العالم، وتغذّوها، وتنقلوها، وتشهدوا لها».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته