الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

كيف نستخدم الذكاء الاصطناعيّ لتوطيد الزواج عوض تدميره؟

يُواجِه من يلجأ إلى التطبيقات الذكيّة أزمةً تُهدّد ارتباطه العاطفيّ/ مصدر الصورة: FAMILY STOCK/Shutterstock

لا تكاد أيّ تفصيلة من تفاصيل الحياة اليوم تخلو من تدخّل الذكاء الاصطناعيّ الذي دخل المؤسّسات والبيوت كلّها تقريبًا، عبر تطبيقات الهواتف المتنوّعة وسواها من الأجهزة الذكيّة، حتى غدا جزءًا من يوميّات الأزواج أيضًا يُساعدهم على التخطيط وتنظيم الوقت والتواصل وسواها.

يضعنا ذلك أمام سؤالٍ يُشكّل تحدّيًا مهمًّا: هل نستخدم الذكاء الاصطناعيّ أداةً لخدمتنا، أم نجعله بديلًا من العلاقة الإنسانيّة العميقة الواجب عيشها بين أيّ زوجَين؟ وهل يُمكن أن يكون له دورٌ إيجابيّ في العلاقة، أم أنّ تأثيره سلبيّ فقط؟ سعت «آسي مينا» إلى البحث عن إجابة لدى الأب ميسّر المخلّصي من رهبنة الفادي الأقدس.

أوضح المخلّصيّ أنّ الذكاء الاصطناعيّ يُمكن أن يكون له دور إيجابيّ، بوصفه أداة للمشورة النفسيّة الأوّليّة أو للتثقيف الزوجيّ، عبر تطبيقات تُساعد الأزواج على إدارة الضغوط أو فهم أنماط الشخصيّة.

واستدرك مُبيّنًا أنّ الخطر يكمن في حال انغلاق الزوجَين على حلولٍ رقميّة سطحيّة فيبتعدان عن الجوهر، ألا وهو الإصغاء إلى بعضهما في حضور الروح القُدُس. ويتعاظم الخطر عندما يتحوّل اللقاء الرقميّ إلى بديلٍ من اللقاء الإنسانيّ والروحيّ.

«ليست الاستعانة بالتطبيقات الذكيّة مُدانةً دائمًا، فهناك، على سبيل المثال، تطبيقات بإمكانها المساعدة على تنظيم الحوار بين الزوجَين بطرحها أسئلة بسيطة، وأخرى تساعد على فهم طبيعة شخصيّة الطرف المقابل وبالتالي اقتراح الطريقة المثلى لمحاورته والتفاهم معه، وأخرى تقدّم تمارين التنفّس العميق لتساعد على تخفيف التوتّر، وسواها تنظّم وقت الأسرة أو ميزانيّتها وهكذا»، بحسب المخلّصيّ.

هل الذكاء الاصطناعيّ بديلٌ صحيح؟

وأضاف: «يؤدّي الاعتماد على حلول التطبيقات واقتراحاتها عوض مواجهة جذور المشكلة، إلى الانغلاق على حلول سطحيّة تعمّق الهوّة بين الزوجَين وتفاقم الشعور بالعزلة والوحدة، فسماع نصائح التطبيق عوض الإصغاء إلى الشريك يعمّق الجراح بدل أن يشفيها. ويواجه من يلجأ إلى التطبيق كبديلٍ عاطفيّ مفضِّلًا مشاركة مشاعره مع روبوت ومحاورته عوض الشريك أزمةً تهدّد ارتباطهما العاطفيّ».

الزوجان اللذان يفتحان تطبيقًا بحثًا عن حلٍّ لخلافاتهما، عوض الصلاة المشتركة وطلب النعمة الإلهيّة، قد يجدان فيه خطوات تقنيّة للحلّ، لكنّهما سيفقدان روح الحوار وسيغيب اللقاء الرّوحيّ بينهما وتتشوّه علاقتهما بالله أيضًا.

وخلص المخلّصي إلى القول: «قد يُساعدنا الذكاء الاصطناعيّ على فهم ذواتنا أو إدارة الضغوط التي نعيشها، لكنّه يبقى وسيلةً لا غاية. ويبقى الحوار الحقيقيّ، وجهًا لوجه، والإصغاء الصادق والصلاة المشتركة هي أعمدة بنيان البيت المسيحيّ القادر على الصمود أمام التحدّيات، مدركين أنّ الزواج سرٌّ مقدَّس أساسه العهد بين شخصَين أمام الله ويستمرّ بحضور الله في حياتهما، ولا يُمكن لأيّ آلة أن تحلّ محلّ القلب البشريّ والإرادة الحرّة التي منحها الله للإنسان».

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته