الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

«جمهوريّة الأطفال»... حلمٌ ما زال يتحقّق في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة/ مصدر الصورة: «جمهوريّة الأطفال»

في مدينة تشيفيتافيكيا الإيطاليّة، شماليّ روما، مكان فريد. مؤسسة اسمها «جمهورية الأطفال» أنشأها الخوري أنطونيو ريفولتا عام 1945 لإيواء أولاد شُرِّدوا أو يُتّموا بسبب مآسي الحرب العالميّة الثانية.

دخلت الجمعيّة عامها الـ80 من العطاء. وفيها، ما زال يتحقّق حلم حماية أولاد من مصاعب هذا العالم، إذ يصلها الطفل خائفًا ويغادرها بالغًا مستعدًّا لمواجهة أمواج الحياة.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

حكم ذاتيّ للأطفال

يدير «الجمهورية» مرسلو الفداء الإلهي. وفيها يقطن اليوم نحو 40 شخصًا من الذكور والإناث غير البالغين ويعيشون نوعًا من الحكم الذاتي. وتؤدّي المؤسسة دورًا مهمًّا في تعزيز روح المواطنة. «للجمهورية» عملة خاصّة اسمها «الاستحقاقات»، فيُضاف إلى رصيد كلّ ولدٍ «استحقاق» كلّما اتّبع القوانين وحافظ على نظافة غرفته وغيرها.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: «جمهوريّة الأطفال»

ويلتقي النزلاء الذين يحملون تسمية مواطنين في جمعيّات عموميّة لاتخاذ قرارات تخصّ حياتهم اليوميّة. ينتخب الأطفال والمراهقون عمدة من بينهم لكلّ مجموعة منهم إضافةً إلى قضاة ومستشارين. وإن أساء أحدهم التصرّف، يمكن إجراء «محاكمة» حقيقية يدافع فيها عنهم «محامٍ» يُختار من بينهم.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

النموّ في المسؤوليّات والحقوق

تمتدّ «الجمهورية» على مساحة 10 هكتارات من المساحات الخضر وتطلّ على البحر. وفي وسطها ساحة تضم أربع شقق جماعية للمراهقين الذين يختبرون ظروفًا صعبة، وشقة نصف مستقلة للشباب البالغين، ومزرعة، ومَرَافق رياضية، وورشًا مهنية، ومساحات تعليمية.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: «جمهوريّة الأطفال»

وعبر أنشطتها المختلفة، تمنح المؤسسة نزلاءها فهمًا عميقًا للمسؤوليات والحقوق داخل المجتمع. وتوفّر بيئة تعليمية غير رسمية، يمكن فيها تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية. وتغرس في النفوس قيم التعاون والانضباط منذ سنّ مبكرة.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

رحلة رجل أدهشته «الجمهوريّة»

شرح إرنستو سوبيركي أحد نزلاء الجمعيّة السابقين، وهو اليوم في السبعينات من عمره، خبرته عبر «آسي مينا». بلغ سوبيركي المكان في خمسينيّات القرن الماضي، بعد طفولة معزولة في الريف. ودُهِشَ منذ اليوم الأول، إذ لم يرَ جدرانًا عازلة عن العالم الخارجي بل شاهد البحر على بُعد خطوات.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: «جمهوريّة الأطفال»

عاش سوبيركي سنوات عدّة في المكان وامتَهَن الطباعة وافتتح بعدها مطبعته الخاصة. وفي العام 1982، أسهم في تأسيس «جمعية المواطنين السابقين لجمهوريّة الأطفال»، وما زال يعمل اليوم في التطوع لصالح المؤسسة الخيريّة، فيحضِّر وجبات طعام وينظّم حفلات.

«جمهوريّة الأطفال» في تشيفيتافيكيا الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

يحلم سوبيركي بألّا تعود هناك حاجة لاستقبال أطفال في مأوى مماثل، فينشأ الجميع في أُسر مستقرة. لكنّه يعرف أنّ الواقع مختلف، لذا يأمل أن تستمر «الجمهورية» في التطور.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته