ملبورن, الأربعاء 23 يوليو، 2025
في ستّينيّات القرن المنصرم، وصلتْ طلائع الكلدان الوافدين من العراق إلى أستراليا، في إثر الآثوريّين الكاثوليك القادمين من إيران. وحافظت الجماعة الوليدة على إيمانها المسيحيّ وعاشته داخل المجتمع الكاثوليكيّ في البلاد التي لم تكن تعرف آنذاك أيّ كنيسةٍ كلدانيّة.
في يوليو/تمّوز 1977، احتفل المطران كوريال قودا، في خلال زيارته أستراليا، بأوّل قدّاسٍ بحسب الطقس الكلدانيّ. وعقب عودته إلى العراق، وجَّهَ أنظار الكنيسة الكلدانيّة إلى ضرورة إرسال كاهن يرعى شؤون أبنائها هناك.
ثمّ جاء تعيين البطريرك بولس الثاني شيخو الأب زهير توما كاهنًا دائمًا في أستراليا عام 1978 أوّل خطوةٍ رسميّة في طريق تأسيس ما ستكون أبرشيّة مار توما الرسول الكلدانيّة.
أوّل كنيسة كلدانيّة
تواصَل اجتماع الرعيّة في كنيسة هولي كروس/نورث رايد، وبعد سنوات من إقامة القداديس في قاعات مستأجرة وكنائس أخرى، نجحت في شراء كنيستها الأولى عام 1981 في أرمنغتون/سيدني باسم كنيسة مار توما الرسول، فكانت أوّل مقرٍّ دائم للكلدان، يحتضن نشاطاتهم الروحيّة والثقافيّة والتعليميّة.
وفي عام 1982، أثمرت جهود الأب عمّانوئيل خوشابا عن تأسيس رعيّة كلدانيّة ثانية في ملبورن باسم كنيسة العذراء حافظة الزروع.
نمت الرعيّة بتزايد توافد الكلدان إلى أستراليا أواخر القرن الماضي، واستقرّت غالبيّتهم في فيرفلد، فتبنّت الكنيسة فكرة تشييد مجمّعٍ متكامل يحتضن النشاطات الروحيّة في بوزلي بارك قريبًا من مكان تمركز غالبيّة الجالية الكلدانيّة.
ترأّس المطران عمّانوئيل دلّي (البطريرك لاحقًا) عام 1993 مراسم وضع الحجر الأساس لهذا المركز الرعويّ. واستُكمِلت مرحلته الأولى بتدشين القاعة وافتتاحها عام 1995، أعقبَها تكريس مذبح كنيسة مار توما الرسول في عيده عام 2002 على يد البطريرك روفائيل بيداويد، فيما كان بولس الثاني شيخو أوّل بطريرك يقصد أستراليا في زيارة راعويّة عام 1983.
تأسيس الأبرشيّة
عام 2006، أصدر البابا بندكتوس السادس عشر مرسومًا بتأسيس أبرشيّة مار توما الرسول الكلدانيّة في سيدني، لتخدم الأعداد المتزايدة من الكلدان الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا. وعُيِّن المطران جبرائيل كسّاب أوّل أسقف للأبرشيّة الجديدة. وفي خلال خدمته، أسّس رعايا عدّة وسعى إلى تلبية حاجات مؤمني أبرشيّته النامية عبر قيادة روحيّة وتنظيميّة.
خَلَفَه عام 2015 المطران إميل نونا، واجتهد منذئذٍ في تنظيم الأبرشيّة ودعم نموّ الجالية الكلدانيّة في أستراليا ونيوزيلندا، عبر تأسيس رعايا جديدة في ملبورن وسيدني وبناء مزيد من الكنائس، ولا سيّما عبر الحفاظ على روحانيّة الكنيسة المشرقيّة وهويّتها في المهجر، لغةً وطقوسًا وتقاليد.
أبرشيّة نامية ومزدهرة
للأبرشيّة اليوم رعايا عدّة في أنحاء أستراليا ونيوزيلندا، إذ تضمّ ثلاث خورنات في سيدني: مار توما وانتقال العذراء مريم ومار يوسف، فضلًا عن جماعة في أورون بارك؛ وثلاث خورنات في ملبورن: حافظة الزروع ومار كوركيس ومار أفرام. وهناك أيضًا خورنة مار أدّي في أوكلاند/نيوزيلندا. وتخدم اليوم قرابة 65 ألف كلدانيّ.
تُواصِل أبرشيّة مار توما الرسول الكلدانيّة دعم نموّ المجتمع الكلدانيّ وازدهاره وتعزيز هويّته الروحيّة والثقافيّة في المهجر، مجتهدةً في خدمة مؤمنيها وتلبية احتياجاتهم الرعويّة والروحيّة وصون الهويّة المشرقيّة والحفاظ على الطقس الكلدانيّ وإرثه الغنيّ.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته