زحلة, الجمعة 20 يونيو، 2025
بشموع المؤمنين وصلواتهم، أحيت زحلة اللبنانية الذكرى المئوية الثانية لأعجوبة الجسد الإلهي في احتفال امتدّ يومين، جمع أهل المدينة وزوّارها على دروب الإيمان والرجاء.
في مساء الأربعاء، انطلقت مسيرة المشاعل من دير راهبات مار الياس-الطوق نحو كاتدرائية سيدة النجاة. وشارك فيها مئات المؤمنين حاملين الشموع، وصولًا إلى كاتدرائيّة سيّدة النجاة للروم الملكيّين الكاثوليك.
وفي باحة الكاتدرائية، احتشد المؤمنون لينالوا بركة البطريرك يوسف العبسي والمطارنة المشاركين في السينودس المقدّس لكنيسة الروم الملكيّين المنعقد في زحلة.
يومٌ مهيب لأهالي المدينة
قرعت الكنائس أجراسها في مختلف أنحاء زحلة فجر الخميس لإعلان عيد الجسد الإلهي. واحتفلت كلٌّ من كاتدرائية سيّدة النجاة للروم الملكيّين ومار مارون والقديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس وكنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس بالقداس الإلهي، إضافةً إلى الرعايا الأخرى المنتشرة في أحياء زحلة وضواحيها. وانطلقت المواكب بتطواف الجسد الإلهي من كنائس زحلة لتلتقي لاحقًا أمام السرايا.
وفي لفتةٍ تعبّر عن عمق المناسبة، شارك عدد من أساقفة السينودس في التطواف واضعين شعاع الجسد الإلهي على رؤوس المؤمنين لينالوا البركة.
عند وصول المواكب إلى السرايا، توجّه رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم بكلمة إلى الحشود، فذكّر بأعجوبة عام 1825 حين «تلاشى وباء الطاعون».
وأكّد أنّ المدينة ما زالت أمينةً على رسالتها في جمع المسيحيين. ورأى أنّ «الطاعون الجديد» لم يعُد مرضًا بل أصبح فسادًا ويأسًا وانقسامًا. وأوضح أنّ الخلاص يمرّ بشراكة بين الدولة والكنيسة. وختم: «لا تخافوا... المسيح القائم يمرّ مجددًا في أزقّتنا... لبنان لن يسقط، لأن الربّ مرّ فيه!».
ثمّ أكّد العبسي باسم مطارنة السينودس أنّ هذا التطواف «صار من مكوّنات زحلة الدينية والوطنية والاجتماعية، وما عاد يخصّ فئة من دون أخرى». وذكر البعد الإيماني العميق للاحتفال، قائلًا: «ما نفعله اليوم ليس فولكلورًا أو استعراضًا، بل هو تعبير عن إيماننا بإلهٍ محبّ، حاضر معنا وسائر معنا على الدوام».
وفاءٌ للجسد الإلهيّ في الغربة
بدوره، أعلن المطران ميلاد الجاويش، راعي أبرشيّة الروم الملكيّين الكاثوليك في كندا، عبر «آسي مينا»، فخره بانتمائه إلى زحلة والبقاع. وقال: «أنا ابن هذه الأرض، وخميس الجسد بالنسبة إليّ ليس عيدًا عاديًّا، بل يوم يحمل في طيّاته ذكرى خلاص ورحمة».
وتابع: «حتّى في الاغتراب، في قلب مونتريال، لا يزال أبناء زحلة يحتفلون بخميس الجسد». وأردف: «إنّه عهد وفاء وشكر للربّ، ورسالة حيّة تُثبت أنّ الإيمان لا تحدّه المسافات ولا يخبو في الغربة».
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته