روما, الأحد 8 يونيو، 2025
في كلّ عام بمناسبة عيد العنصرة، يشهد البانثيون في روما مشهدًا ساحرًا: بتلات ورود حمر تُلقى من فتحة السقف. ما قصة هذا التقليد؟
يرمي رجال الإطفاء في روما عشرات آلاف بتلات الورود الحمر من فتحة السقف الدائرية في البانثيون، من ارتفاع يبلغ 43 مترًا. يُجسِّد هذا المشهد الرمزي نزول الروح القدس على التلاميذ في شكل ألسنة نار، وفق سفر أعمال الرسل.

ويُعتقد أنّ جذور هذا التقليد تعود إلى العام 609، عندما سلّم الإمبراطور البيزنطي فوكاس المبنى إلى البابا بونيفاس الرابع الذي كرّسه كنيسةً مسيحيةً بعدما كان معبدًا وثنيًّا مكرّسًا لجميع الآلهة. منذاك الوقت، أصبح البانثيون موقعًا حيًّا لتجسيد حدث العنصرة بطريقة بصرية وطقسية فريدة.
أصل البانثيون يوناني، وهو تشكيل لكلمتَي بان (كل) وثيوس (إله)، في إشارة إلى كونه معبدًا مكرّسًا لجميع الآلهة. لكن ما يميّزه فعليًّا هو قبّته التي تُعدّ إنجازًا هندسيًّا غير مسبوق في العصور القديمة، إذ صُنعت بالكامل من الخرسانة وهي من أكبر القباب غير المدعّمة في العالم.

يضمّ البانثيون أيضًا قبور أسماء بارزة أبرزها الرسّام الإيطالي الشهير رافاييل المدفون في إحدى الزوايا الجانبية. ويحتضن رفات عدد من ملوك إيطاليا وملكاتها، مثل فيتوريو إيمانويل الثاني وأومبرتو الأول ومارغريتا.
ينجذب السيّاح إلى البانثيون بصفته تحفة معمارية، لكنّهم يغفلون عن جوهره الحقيقي: كنيسة تنبض بالحياة؛ ففي قلب روما، لا يزال التاريخ يُصلي.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته