من هو البابا لاوون الرابع عشر؟

روما, الأربعاء 4 يونيو، 2025

بعد ظهر الثامن من مايو/أيّار 2025، تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين الفاتيكانيّة، بعد انتخاب الكاردينال الأميركيّ روبرت فرنسيس بريفوست حبرًا أعظم  للكنيسة الكاثوليكيّة خلفًا للبابا فرنسيس.

بريفوست الذي اتّخذ اسم لاوون الرابع عشر لحبريّته، هو أوّل أب أقدس من الولايات المتحدة الأميركيّة ومن الرهبانيّة الأغسطينيّة. فمن يكون؟

متى وُلِدَ وأين؟

وُلِدَ بريفوست يوم 14 سبتمبر/أيلول 1955 في مدينة شيكاغو-ولاية إلينوي الأميركيّة. والده لويس ماريوس من أصول فرنسيّة وإيطاليّة، ووالدته ميلدريد مارتينيز من أصول إسبانيّة. وله شقيقان هما لويس مارتين وجون جوزف.

إلى أيّ رهبنة ينتمي؟

دخل الابتداء في الرهبانيّة الأغسطينيّة عام 1977 وأبرز فيها نذوره المؤبّدة عام 1981. وبعد ثلاث سنوات على سيامته الكهنوتيّة عام 1982، انطلق إلى البيرو مرسلًا. وانتُخِبَ رئيسًا عامًّا لرهبانيّته مرّتَيْن بين عامَي 2001 و2013.

دراساته الجامعيّة

عام 1977، حصل بريفوست على إجازة في الرياضيّات من جامعة فيلّانوفا التابعة للرهبانيّة الأغسطينيّة، في ولاية بنسلفانيا الأميركيّة. ودرس أيضًا الفلسفة في هذه المؤسسة العلميّة. وحصل كذلك على ماجستير في الإلهيّات من الاتحاد الكاثوليكي اللاهوتي في شيكاغو عام 1982. أمّا في جامعة القديس توما الأكويني الحبريّة-روما، المعروفة بالأنجيليكوم، فحصل على ماجستير في القانون الكنسي عام 1984 ودكتوراه في الاختصاص عينه عام 1987.

متى أصبح مطرانًا وكاردينالًا؟

أصبح مطرانًا على أبرشيّة شيكلايو في البيرو بين عامَي 2015 و2023. واستدعاه البابا فرنسيس إلى الفاتيكان فجعله رئيسًا لدائرة الأساقفة في يناير/كانون الأوّل 2023، ثمّ أعطاه لقب كاردينال في كونسيستوار سبتمبر/أيلول من العام عينه.

هل كان من المرشّحين للبابويّة؟

في ظلّ التحضير للكونكلاف المؤدّي إلى انتخابه، لم يظهر بريفوست بين الأكثر حظوظًا وفق التحليلات واللوائح الواردة عبر وسائل الإعلام. إلّا أنّ ذلك لم يمنع الكرادلة اختياره.

كم جولة اقتراع أدّت إلى انتخابه؟

انتُخِبَ بريفوست حبرًا أعظم بعد أربع جولات اقتراع بما لا يقلّ عن 89 صوتًا. فقد دخل 133 كاردينالًا إلى كنيسة سيستين مساء 7 مايو/أيّار 2025 وأجروا الجولة الأولى، ليخرج الدخان الأسود من المدخنة الشهيرة قرابة الساعة التاسعة مساءً.

وبعد جولتَين أخريَين صباح 8 مايو/أيّار عاد وخرج الدخان الأسود قرابة الساعة 11.51 قبل الظهر مُعلنًا عدم انتخاب أحد. أمّا انتخابه فجاء عقب الاقتراع الرابع بعد ظهر 8 مايو/أيّار.

«السلام معكم جميعًا»

بعد انتخابه، ظهرت الدموع في عينَي لاوون الرابع عشر عندما خرج إلى شرفة بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة. وتلا كلمة أمام قرابة 150 ألف شخص حضروا إلى الساحة. وممّا قاله: «السلام معكم جميعًا». وأضاف: «هذا سلام المسيح القائم، الراعي الصالح. أرغب أن يصل السلام إلى عائلاتكم وإلى جميع الشعوب وإلى الأرض كلّها. السلام عليكم. سلامٌ غير مسلّح ونازع للسلاح، متواضع. الله يحبّنا جميعًا بلا شروط». وشكر لاوون سلفه الراحل البابا فرنسيس.

(Story continues below)

ما كانت ردود أفعال المؤمنين في الساحة؟

في الساحة، بدأ المحتشدون يتساءلون عن هويّته. فقد كان إرسال الاتصالات والإنترنت مقطوعًا في الأراضي الفاتيكانيّة منذ بدء الكونكلاف. لذا، قبل خروجه لإلقاء التحيّة على المؤمنين، تساءل بعض الإيطاليّين عن هويّته، فيما ظنّ بعضهم أنّه أفريقيّ.

من كان آخر بابا حمل اسم لاوون؟

اختار بريفوست اسم لاوون الرابع عشر لحبريّته. والبابا الأخير الذي حمل هذا الاسم كان لاوون الثالث عشر، المولود باسم فينشينزو جواكينو رافايلّي بيتشي. تبوّأ السدّة البطرسيّة بين عامَي 1878 و1903، وعُرِفَ بـ«بابا العمّال» بسبب فكره الاجتماعي في حقبة طبعتها قضايا العمل. ومن أشهر كتاباته رسالته العامّة «الشؤون الحديثة» الصادرة عام 1891.

حُبّه لرياضة التنس والبيسبول

عُرِفَ بريفوست قبل انتخابه بتشجيعه فريق شيكاغو للبيسبول وايت سوكس. ومع ذلك، لم يخفِ يومًا أنّ لعبة كرة المضرب (التنس) هي الأكثر قربًا إلى قلبه، وتشكّل إحدى هواياته. وبعدما انتشر خبر انتخابه حبرًا أعظم، لم يتأخّر المصنّف الأوّل عالميًّا، البطل الإيطاليّ جانيك سينر، في زيارته في الفاتيكان.