الإسكندرية, الجمعة 18 أبريل، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسة البارّة تاسيا في تواريخ مختلفة، منها 18 أبريل/نيسان من كلّ عام؛ هي من اخترقت نعمة الله جوف أعماقها، حتّى أدركت فظاعة خطيئتها فتابت عنها.
أبصرت تاسيا النور في الإسكندريّة في القرن الرابع، وتميّزت بجمالها الساحر. ولمّا بلغت السابعة عشرة من عمرها، أودعتها أمّها بيتًا من بيوت الدعارة، فجذبت أشخاصًا كثيرين إليها وجمعت ثروة كبيرة، حتّى إنّ بعضهم كانوا يبيعون ممتلكاتهم لوالدَيها، طالبين القرب منها. وحين وصلت أخبارها إلى القدّيس بفنوتيوس، حرَّك الربّ يسوع قلبه فقرّر العمل على هدايتها.
عندئذٍ، أتى القدّيس بفنوتيوس إليها متنكّرًا، وبدأ يُظهِر لها عتمة مصيرها وفظاعة ما هي عليه من خطايا، فتأثّرت بكلامه جدًّا، حتّى اخترقت نعمة الله جوف أعماقها، وأدركت في الصميم فظاعة خطيئتها، وبعدها انطرحت تبكي كالمجدليّة، عند قدمَي القدّيس، وسألَتْهُ أن يفرض عليها كفّارة تمحو خطاياها التي لا تُحصى. ومن ثمّ جمعت كلّ ما تملكه من حُلِيّ وملابس ثمينة، وأضرمت النيران فيها أمام جمهور غفير.
وبعد تلك المحطّة، وضعها القدّيس في قَلِيَّة وأوصَدَ بابها، وطلب من الراهبات إعطاءها الخبز والماء من نافذتها. واختارت تاسيا بملء إرادتها عيش هذه اللحظات المتوّجة بالتوبة، وقد علّمها مرشدها أن تُردِّد في صلاتها عبارة: «يا من جَبَلْتَني ارحمني». وظلّت هذه القدّيسة البارّة تمارس أفعال توبتها طيلة ثلاث سنوات، إلى أن نالت نعمة المغفرة عن خطاياها على يد القدّيس بفنوتيوس، وأخيرًا رقدت بسلام في العام 350.
لِنُصَلِّ مع هذه القدّيسة البارّة التائبة كي نتعلّم على مثالها كيف نتوب عن خطايانا، حتّى نستحقّ في ساعة موتنا الجلوس في أحضان الآب السماويّ.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.
اشترك الآنرسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته