مارغريت التائبة… قصّة تحوُّل ملهِمة من الخطيئة إلى القداسة

لوحة زجاجيّة للقدّيسة مارغريت التائبة لوحة زجاجيّة للقدّيسة مارغريت التائبة | مصدر الصورة: Bill Perry/Shutterstock

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار البارّة مارغريت التائبة في تواريخ مختلفة، منها 24 فبراير/شباط من كل عام. هي من اختبرت الخطيئة، لكنّها ندمت عن جميع ذنوبها حين اخترقت نعمة المسيح كيانها.

أبصرت مارغريت النور عام 1247. هي من جذور إيطاليّة، ماتت أمّها في سنّ مبكرة، فتزوّج والدها مرّة ثانية لكنّ زوجته لم تكن تُحْسِن معاملتها. كانت مارغريت فقيرة، وتميّزت بجمالها الساحر. وذات يوم، وقعت في شباك رجل غنيّ عبّر لها عن عشقه العميق، وأنفق عليها المال الكثير كي يوفّر لها حياة الترف فنجح في جعلها تخضع له.

ثمّ توفِّي مقتولًا، فتأثّرت مارغريت جدًّا عندما رأته في تلك الحالة. حينها، اخترقت نعمة الله كيانها وعبّرت من أعماق قلبها عن توبتها العميقة عن كلّ ما فعلته من ذنوب في حياتها.

وبعد تلك المحطّة، سارت مارغريت إلى دير مار فرنسيس واعترفت بخطاياها، واختارت اعتناق الحياة الرهبانيّة. ثمّ بدأت تمارس أفعال التقشّف والصوم والتجرّد، وتتناول القربان المقدّس الذي بات سرّ بهجتها وشفاء نفسها.

وكانت مارغريت تنتصر على التجارب بقوّة إيمانها الراسخ بالمسيح. وقد تميّزت بتواضعها ومحبّتها العميقة للفقراء، فراحت تعطيهم المال الذي كانت تحصده من عملها. كما صنع الربّ يسوع من خلالها كثيرًا من الآيات المقدّسة.

وقيل أنّها وضعت حبلًا حول عنقها في أحد الأيّام، وسارت في شوارع المدينة برفقة امرأة، من أجل التكفير عن خطاياها، ثمّ بدأت تصرخ بأعلى صوتها: «هذه هي مارغريت التي أهلكت نفوسًا كثيرة». وقد ساهمت هذه البارّة بتوبة كثيرين من الأشخاص، قبل أن ترقد بعطر القداسة في العام 1297، معانقة فرح الحياة الأبديّة.

لِنُصَلِّ مع هذه البارّة التائبة، كي نتعلّم على مثالها كيف نتوب من أعماقنا عن كلّ خطيئة تحاول أن تفصلنا عن محبّة المسيح ورحمته اللامتناهية، فهو سرّ انتصارنا وفرحنا الأزلي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته