بيروت, الخميس 17 أبريل، 2025
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس البابا أغابيطوس الأول في 17 أبريل/نيسان من كلّ عام؛ هو من حصل في خلال حبريّته إنجازان مهمّان في تاريخ الكنيسة.
أبصر أغابيطوس النور في روما، وحصّن ذاته بأسمى الفضائل الروحيّة، ودرس العلوم حتّى تميّز في هذا المجال. وحين توفّي البابا يوحنّا الثاني، انتُخِب أغابيطوس حبرًا أعظم مكانه، في 3 يونيو/حزيران عام 535، ودامت حبريّته نحو سنة، وقد حصل في خلالها إنجازان مهمّان في تاريخ الكرسيّ الرسوليّ؛ الأوّل تدخُّل البابا في شؤون الملوك، إذ ذهب إلى القسطنطينيّة بهدف إقناع الملك يوستينيانوس بالعدول عن الحرب ضدّ تاوداتوس ملك الغُطط، وإبرام الصلح بينهما، ونشر السلام بين الشرق والغرب.
أمّا الأمر الثاني، فقد تمثّل في رفض البابا توسّط الملك يوستينيانوس والملكة تاوادورا بشأن بطريرك القسطنطينيّة أنتيموس الأوطاخي. وقد عَقَدَ البابا مَجْمَعًا وحَطَّ البطريرك أنتيموس عن كرسيّه، ورفَعَ القدّيسَ مينا إلى مقام بطريرك القسطنطينيّة. وكان هذا أوّل بطريرك يرفعه البابا بنفسه على كرسيّ عاصمة المشرق. وكتب هذا البابا إلى البطريرك الأورشليميّ يُبلغه بأنّ الأسقف الذي يُقيمه البابا يجب أن يُعَدّ بمنزلة مَن أقامَهم القدّيس بطرس الرسول.
وفي تلك المرحلة التاريخيّة، قدّم رهبان مار مارون عريضة إلى القدّيس البطريرك مينا، وإلى ذلك المَجمع، يؤكّدون فيها تمسّكهم بالمعتقد الكاثوليكيّ. وأخيرًا، رقد البابا القدّيس بعطر القداسة في 22 أبريل/نيسان عام 536.