البابا فرنسيس يتابع «حجّ التوبة» إلى كندا بقدّاس في كيبيك

من الذبيحة الإلهيّة في مزار القدّيسة حنّة من بوبري من الذبيحة الإلهيّة في مزار القدّيسة حنّة من بوبري | Provided by: Vatican Media

ضمن رحلة «حجّ التوبة» التي يقوم بها البابا فرنسيس إلى كندا طلبًا للمغفرة من الشعوب الأصليّة للبلاد عمّا ارتكبه أشخاص من الكنيسة الكاثوليكيّة بحقّها في الماضي في المدارس الداخليّة والإجباريّة، احتفل الأب الأقدس بالذبيحة الإلهيّة في مزار القدّيسة حنّة في بوبري الوطني في كيبيك، في حضور حوالى 7000 شخص.

ألقى البابا عظة انطلق فيها من مسيرة تلميذيّ عمّاوس، مستخلصًا العِبَر من هذا الإنجيل، معتبرًا أنّ هذا النصّ يعلّمنا الانتقال من الفشل إلى الرجاء. فعندما نسير في أحلامنا ومشاريعنا وتوقّعاتنا وآمالنا نلتقي أيضًا بضعفنا وهشاشتنا، وقد نقع عندها أسرى مشاعر الفشل لكن المسيح يأتي إلينا ويسير بقربنا.

فما هو مثالي لنا، شرح الأب الأقدس، يصطدم بخيبات الوجود ونفقد الأمل جرّاء هشاشتنا. هذا ما حصل مع تلميذيّ عمّاوس اللذين شاهدا مشروع يسوع ينهار على الصليب. ومع أنّ الكنيسة هي جماعة القائم من الموت لكنّها قد تجد ذاتها تشرد تائهة ومحبطة أمام فضيحة شرّ جبل الجلجلة وعنفه، كما حصل مع تلميذيّ عمّاوس وجماعة التلاميذ بعد موت يسوع.

وفسّر البابا أنّ الكنيسة في كندا التي تقوم بمسيرة شفاء ومصالحة مُضنية تعيش وضعًا شبيهًا. ونحن أيضًا أمام فضيحة الشرّ قد تملأنا المرارة ونشعر بثقل الفشل. وقال البابا: «اسمحوا لي أن أنضمّ إلى كثيرٍ من الحجّاج الذين يصعدون "الدرج المقدّس" الذي يستعيد الدرج الذي صعده يسوع إلى بيلاطس، وأن أرافقكم ككنيسة في تساؤلات قلبكم المملوء ألمًا».

وشدّد البابا على ضرورة الانتباه من «تجربة الهروب» التي اعتبرها تجربة من العدو تهدّد المسيرة الروحيّة للكنيسة، وهي التي ظهرت في تلميذيّ عمّاوس اللذين عادا إلى الوراء وهربا من حيث حدثت الواقعة وبحثا عن «مكان هادئ». فالعدوّ، كما شرح البابا، يريدنا أن نقع في المرارة والشلل، مقنعًا إيّانا بأن ليس في وسعنا القيام بشيء، وبالتالي لا يعد هناك داعٍ للبحث عن درب للبدء من جديد.

ويسوع يسير على درب تلميذيّ عمّاوس، كما فسّر الأب الأقدس، ليرافقهما في دربهما الحزين، من دون إجابتهما بكلمات عامّة بل بكلمات الكتاب المقدّس، شارحًا سرّ الموت والقيامة، ومُنِيرًا تاريخهما وتاريخ الأحداث التي عاشاها. وأضاف أنّ المسيح أيضًا كسر الخبز مع التلميذَيْن، فانفتحت عندها أعينهما، داعيًا الحاضرين إلى سلك درب الكتاب المقدّس والإفخارستيّا عينها. وشرح أنّ يسوع هو الدرب الوحيد عند الوقوع في تجارب روحيّة وماديّة.

وانتقل إلى الكلام عن صباح أحد القيامة الذي دلّت فيه النساء على درب المصالحة الجديدة، طالبًا وضع المصلوب القائم من الموت في محور تساؤلاتنا وتعبنا وفشلنا. وصلّى للربّ يسوع بكلمات تلميذيّ عمّاوس قائلًا: «أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار» (لوقا 24: 29).

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته