القديسة مريم المجدليّة... الشاهدة الأولى على قيامة المسيح

المسيح يتراءى لمريم المجدليّة المسيح يتراءى لمريم المجدليّة | The Appearance of Christ to Mary Magdalene by Alexander Ivanov, 1834-1836/Wikimedia Commons

مريم المجدليّة… أُطلق عليها لقب «المجدليّة» لأنّها وُلدت في بلدة مجدل الصغيرة التي تشتهر بصيد الأسماك، والواقعة على الضفة الغربيّة من بحيرة جنيسارت، وهي على بعد 5 كم من مدينة طبريّة. وكانت المجدليّة امرأة ثريّة وصاحبة مركز اجتماعي عريق. وهي شخصيّة تاريخيّة، نادرة في توبتها وعمقها الروحي ورؤيتها قيامة المسيح. على الرغم من ذلك، لم يُعْرَف سوى القليل جدًّا عن حياتها. وتكمن المصادر الأكثر موثوقة حولها في الأناجيل المقدّسة.

تُعتبر القديسة مريم المجدليّة الشاهدة الأمينة على قوّة عمل النعمة الإلهيّة في شفاء النفس إذ أخرج المسيح منها سبعة شياطين. حينئذٍ، ملك الله على قلبها وروحها وكلّ كيانها. تركت كلّ شيء وتبعته بوفاء، تستمع إلى عظاته وترى معجزاته. وبعدما عرفت مرارة العبوديّة للشيطان حتّى السكن فيها، ذاقت حلاوة الحياة وعذوبتها مع المسيح، وانفكّت كل قيود نفسها وجسدها وروحها.

إذا ما أردنا تسليط الضوء أكثر على دور هذه المرأة العظيمة في قلب الكنيسة، تشدّنا أمورٌ عدّة في هذا الجانب؛ هي تبعت يسوع المسيح وتتلمذت له، كما رافقته لتنطلق في رحلة روحيّة معه، حتى الصليب والجلجثة والقبر. ومن ثمّ، صارت أوّل من شاهد الربّ بعد قيامته المقدّسة. إنّ عيني مريم المجدليّة المغرورقتين بالدموع عندما وجدتا القبر فارغًا، أصبحتا بعدها انعكاسًا لفرح لا يوصف لمّا أرسلها السيّد المسيح لتكون أوّل شاهدة للقيامة والبشارة إذ قال لها: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (يوحنا 20: 17).

صنعت كما أوصاها المسيح، فأتت وبشّرت التلاميذ بالقيامة. بعد صعود الربّ، ظلّت في خدمة التلاميذ ونالت مواهب الروح المعزّي. تمّت بذلك نبوءة يوئيل النبي القائلة: «ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر، فيتنبّأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلامًا، ويرى شبابكم رؤى» (يوئيل 2: 28). هذه القديسة بشّرت مع التلاميذ، كما ردّت نساء كثيرات إلى الإيمان بالمسيح. ومن ثمّ، أقامها الرسل شمّاسة لتعليم النساء ومساعدتهن عند العماد. وقد تعرّضت إلى إهانات كثيرة من اليهود، وبعدها انتقلت إلى الحياة الأبديّة بسلام.

في هذا العيد، نتضرّع مع مريم المجدليّة لكي نتعلّم النظر صوب الآخر بعين الرحمة. كما نصلّي من أجل صون كرامة المرأة والدفاع عن حقّها وإعطائها المكان الذي تستحقّه في الحياة. ونحن نؤكد مع هذه القديسة قيمة اختبار حبّ الله الكلّي الرحمة لأنّ الله يريد أن يرافق كلّ إنسان منا في مسيرته على هذه الأرض، ويريد أن يقرّبه منه من أجل أن يبلغ الحياة الأبديّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته