الكرسي الرسولي يحذّر من خطر على وحدة الكنيسة بسبب «المسيرة السينودسيّة» الألمانيّة

بازيليك وساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان - 3 بازيليك وساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان | Provided by: Bohumil Petrik / CNA

«حفاظًا على حرّية شعب الله وتدبير الخدمة الأسقفيّة، يبدو ضروريًا تحديد أنّ "المسيرة السينودسيّة" في ألمانيا لا تملك الحقّ بإجبار الأساقفة والمؤمنين على اتّخاذ طرق حكم جديدة وإعدادات تعليميّة وخُلُقيّة جديدة». هذا ما صدر اليوم في إعلان عن الكرسي الرسولي في خضمّ تخبّطات عديدة تشهدها الكنيسة الألمانيّة في علاقتها مع الفاتيكان تبعًا «لمسيرة سينودسيّة» بدأتها الكنيسة الألمانيّة في العام 2019.

ما هي المسيرة السينودسيّة الألمانيّة؟

هذه المسيرة السينودسيّة الخاصّة بالكنيسة الألمانيّة انطلقت قبل المسيرة السينودسيّة التي أرادها البابا فرنسيس للكنيسة جمعاء. هي عبارة عن عمليّة مُلزمة تدوم سنوات عدّة بدأها مجلس الأساقفة الألمان. تضمّ المسيرة أساقفة وعلمانيّين للتناقش حول كيفيّة الحكم الكنسيّ والكهنوت ودور المرأة في الكنيسة. وقد صوّتت المسيرة مع إعطاء الرسامة الكهنوتيّة للنساء ومباركة زواج المثليّين وتعديل في تعليم الكنيسة حول المثليّة الجنسيّة.

قلق كاثوليكي دولي من المسيرة

خلقت هذه المسيرة في السنوات الأخيرة جدالات عدّة وقلقًا كاثوليكيًّا دوليًّا. ففي العام 2019، بعث رئيس مجمع الأساقفة الفاتيكانيّ الكاردينال مارك أوليت رسالة إلى رئيس مجلس الأساقفة الألمان رينهارد ماركس، شارحًا فيها أنّه لا يحقّ للكنيسة الألمانيّة أن تغيّر تعليم الكنيسة وأنّ مقرّراتها غير شرعيّة كنسيًّا. كما نشر 70 أسقفًا من حول العالم، في أبريل/نيسان الفائت، وثيقة عبّروا فيها عن قلقهم من هذه «المسيرة السينودسيّة» وخوفهم من أن تؤدّي إلى انشقاق. كما عبّر مجلس الأساقفة البولنديّين ومجلس أساقفة شمال أوروبا عن قلق مُشابِه.  

رأي البابا فرنسيس

وفي مقابلة نُشرت في 14 يونيو/حزيران الفائت، صرّح البابا فرنسيس أنّه قال لرئيس مجلس الأساقفة الألمان جورج باتزينغ: «ألمانيا لديها كنيسة إنجيليّة جيّدة جدًّا. لا حاجة لكنيستين». والكنيسة الإنجيليّة الألمانيّة عبارة عن تجمّع فيديراليّ يضمّ 20 كنيسة انبثقت من الإصلاح البروتستانتي. هذا في حين تشهد اليوم الكنيستان الكاثوليكيّة والبروتستانتيّة الألمانيّتان نزيفًا كبيرًا في عدد مؤمنيها الذين يرحلون عنهما.

«من غير الشرعي إطلاق هيكليّات وتعاليم جديدة»

وفي الإعلان الصادر اليوم، يشرح الكرسي الرسولي أنّه «من غير الشرعي إطلاق هيكليّات وتعاليم جديدة في الأبرشيّات تشكّل جرحًا للشركة الكنسيّة وخطرًا على وحدة الكنيسة، قبل تفاهم مُنسّق على صعيد الكنيسة الجامعة». وأعاد الإعلان التذكير في رسالة للبابا فرنسيس صدرت في 29 يونيو/حزيران 2019 إلى «شعب الله الذي في مسيرة في ألمانيا» مُذكّرًا بأنّ انفصال الكنائس الخاصّة عن الكنيسة العامّة الجامعة يؤدّي إلى إنهاك الكنائس الخاصّة وموتها. وتمنّى الإعلان أنّ «تدخل مقترحات مسيرة الكنائس الخاصّة في ألمانيا في المسيرة السينودسيّة التي تقوم بها الكنيسة الجامعة لإغناء متبادل وشهادة وحدة بها تُظهِر الكنيسة أمانتها للربّ يسوع».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته