خمس نقاط مشتركة بين مار شربل ومار الياس. ما هي؟

إلى اليسار النبيّ إيليّا وإلى اليمين القدّيس شربل مخلوف إلى اليسار النبيّ إيليّا وإلى اليمين القدّيس شربل مخلوف | Provided by: Father Marwan Ghanem / Brother Basilios Kzenny

يقع تذكار القدّيس شربل في الأحد الثالث من يوليو/تمّوز، بحسب الطقس الماروني، بينما تذكار النبي إيليّا في 20 يوليو/تمّوز. لكن بين مار شربل ومار الياس أكثر من مجرّد تقارب في تاريخيّ ذكراهما. فبين قدّيس عنّايا الحبيس ونبي العهد القديم، تقارب في مراحل من حياتهما وروحانيّتهما. هذه خمس نقاط تدلّ على هذا التقارب.

1.السراج والنار

في الماء والنار، قصّة مشتركة بين قدّيس عنّايا ونبيّ سفرَيّ الملوك الأوّل والثاني. شربل مخلوف الباحث عن نور في ظلام الليل، أشعل نارًا في سراجه الذي يحتوي ماءً فقط من دون زيت. والنبي إيليّا عندما وقف أمام كهنة البعل على جبل الكرمل، في ليل إيمان شعب العهد القديم، طلب أن تُسكب أربع أجرار من الماء لثلاث مرّات على الثور الذي كان جهّزه. وعندما جرت الماء وامتلأت القناة ماءً، أنزل الله النار من السماء، بعد صلاة إيليّا، فأكلت المُحرقة والحطب والحجارة والتّراب (سفر الملوك الأوّل 18: 38). لإيمان الرجلين، أشعل الله نارًا في ماء السراج وماء الذبيحة.

2.الصوم

عاش مار شربل أصوامًا طويلة في محبسة عنايّا. فالنسّاك والحبساء لا يتناولون اللحم على سبيل المثال. لذا، عاش شربل مخلوف بأمانة لقانون المحابس ووجد قوتَه وقوّته في الطعام البسيط وخبز الذبيحة الإلهيّة. والنبي إيليّا بعدما أنزل النار على جبل الكرمل، انسحب إلى البرّية. عندها أتاه ملاك بخبز وماء، فأكل وسار نحو جبل الله في حوريب بقوّة أكلة «الخبز النازل من السّماء» هذه أربعين يومًا وأربعين ليلة من الصوم.     

3.«الصحراء»

انسحب القدّيس شربل مخلوف إلى محبسة عنّايا وعاش فيها 23 سنة، مختليًا بوجه الله. هناك عاش في «صحراء» بعيدًا عن العالم. وإيليّا النبي انسحب أيضًا عن العالم. يُخبرنا سفر الملوك الأوّل أنّ بعد شعور إيليّا بالخوف، إثر تهديد الملكة إِيزابل له، سار إلى البرّية ومن هناك إلى جبل حوريب، الواقع في صحراء سيناء للتحدّث مع الله (سفر الملوك الأوّل 19: 1-18). فالرجلان اختليا في «الصحراء» للالتقاء بالله العليّ.  

4.اختبار الصمت

قد تكون أشهر فضيلة تميّز بها القدّيس شربل هي الصمت. ففي المحبسة، صَمَتَ مُصغيًا إلى صوت السّماء. فالصمت حاجة إيمانيّة تهدف للإصغاء إلى صوت الله. والنبي إيليّا أيضًا عاش اختبارًا استثنائيًّا مع الهدوء والصمت. فمع وصوله إلى جبل حوريب، حصل زلزال وريح ونار ولم يكن الله في أيّ منهم، بل في «صوت نسيم لطيف»، عندها سمِعَ إيليّا وستر وجهه بردائه (سفر الملوك الأوّل 19: 13). ففي الصمت اللطيف أصغى الرجلان إلى من خلق العالم بالكلمة.

5.العجائب

يشتهر اليوم القدّيس شربل بعجائبه الكثيرة. فحتّى اللحظة، هناك أكثر من 29.400 مُعجزة مُسجّلة في أرشيف دير مار مارون-عنّايا حصلت بشفاعة القدّيس الحبيس. لكنّ النبي إيليّا اشتهر في العهد القديم أيضًا بالمعجزات الكثيرة التي أقامها الله من خلاله. فيقول عنه سفر يشوع بن سيراخ: «ما أَعظَمَ مَجدَكَ يا إيليَّا بِعَجائِبِكَ! ومَن لَه فَخر كفَخرِكَ؟» (48: 4). كما يجترح الله المعجزات بشفاعة شربل، كذلك بشفاعة إيليّا حبس الله المطر وأقام ابن الأرملة وأنزل النار من السماء وعاد ليُهطل المطر وهدى شعب إسرائيل إلى قلبه من جديد، وفي الأخير خطف إيليّا في عاصفة ومركبة ناريّة إلى السماء.

أيّها القدّيسان شربل مخلوف والنبيّ إيليّا صليّا لأجلنا!

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته