سوريا: الكنيسة تسجّل حضورًا قويًّا في التوعية الوقائيّة من المخدّرات

المعرض الفنّي التوعوي في حرم جامعة دمشق-صورة المعرض الفنّي التوعوي في حرم جامعة دمشق | Provided by: GOPA-DERD
المعرض الفنّي التوعوي في حرم جامعة دمشق-صورة المعرض الفنّي التوعوي في حرم جامعة دمشق | Provided by: GOPA - DERD

أصبحت ظاهرة سوء استخدام المواد المخدّرة والاتجار بها ظاهرة شائعة في كل أنحاء العالم في العقود الأخيرة، ولا سيّما في المجتمعات التي تعاني من الفقر أو الحروب، حيث ينخفض منسوب القيم لديها. من هنا، قامت دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية بتنظيم معرض فنّي في حرم جامعة دمشق للتوعية بشأن تلك الظاهرة السلبيّة.

وللوقوف عند ذلك الحدث، أجرت «آسي مينا» لقاءً مع الدكتور فادي جريج، المختصّ في علم النفس ومدير قسم الأبحاث والتطوير في الدائرة، مُتكلّمًا عن بدايات الفكرة والجهات المشاركة، فقال:

"حدّدت الأمم المتحدة 26 يونيو/حزيران من كل عام يومًا عالميًّا للتوعية بشأن سوء استخدام المواد المخدّرة، والاتجار غير المشروع بها. وهو التاريخ الذي تحصل فيه مجموعة كبيرة من الأنشطة التوعويّة، بهدف الحدّ من انتشار تلك المواد وتعاطيها. فتمّ التواصل معنا حتى نكون شركاء بهذا العمل مع اللجنة الإعلاميّة الوطنيّة، وكليّة الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ولا سيّما أننا في الأصل لدينا اتفاق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، والمتضمّن مشروع رعاية الشباب. من هنا، أردنا المشاركة، خاصّة أن الفئة الفاعلة في هذا الحدث هم طلاب الجامعة، وهي الفئة العمريّة نفسها التي نهتمّ بالعمل معها، لأنها الأكثر عُرضة من غيرها لسوء استخدام المواد المخدّرة".

وتابع جريج: "كان سبب التوجّه إلى كليّة الفنون الجميلة، لاستطاعة طلابها التعبير عن طريق تصميم الرسوميّات أو ما يُعرف بالـ«جرافيك ديزاين»، إنشاء ملصقات (بوسترات) ولوحات توعويّة بطريقة تعبّر عنهم، وقريبة من فكرهم. فميزة التوعية هنا أنها من الشباب وإلى الشباب، أي أنها موجّهة إلى الفئة العمريّة نفسها التي ينتمون إليها. وبالتالي، يصبح مؤشر تبنّي الأفكار أعلى".

وأضاف: "انطلق المعرض يوم 26 يونيو/حزيران، واستمر لمدّة ثلاثة أيّام. بلغ عدد المشاركين فيه أكثر من 100 طالب، قدّموا حوالي 100 تصميم عرضت جميعها. مع التركيز وإلقاء الضوء على التصاميم التي كانت مميّزة من حيث الفكرة، خاصّة تلك التي تستطيع إيصال الرسالة التوعويّة بشكل غير مباشر، لأنها الأقوى تأثيرًا. بناءً على ذلك، اختارت لجنة تضمّ أساتذة الكليّة أفضل 30 تصميمًا ليتمّ تكبير مقاساتها".

وأكد الدكتور جريج أن مشروع رعاية الشباب لا يقتصر على التوعية بشأن المخدّرات، وإنما يتجاوزها لنواحٍ أخرى، مضيفًا: "في برنامجنا، نقسّم الأنشطة إلى قسمين؛ قسم يعمل على التوعية والوقاية من آثار مختلف المظاهر الاجتماعيّة السلبيّة، كقضيّة المخدّرات أو العنف الاجتماعي وغيرها، وقسم آخر يعمل على الاستجابة أي أننا هنا في موضوع المخدّرات، نتكلّم عن حالات بدأت بالفعل باستخدام المواد المخدّرة، فنحاول أن نوعّيها ونقنعها بأهميّة خضوعها للعلاج. ومن ثمّ، بعد تلقّيها العلاج الطبي -الذي لا نتدخّل فيه بتاتًا- وإن وجدت الرغبة لديها، نقوم بعمليّة تأهيلها من الناحية النفسيّة والاجتماعيّة، والتي تتمّ بواسطة فريق من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين الذين يعملون في الدائرة".

أخيرًا، لا بدّ من أن نذكر أن النشاطات التوعويّة الأخيرة لدائرة العلاقات المسكونيّة لم تغطِّ العاصمة السوريّة وحسب، وإنما شملت مدنًا ومحافظات أخرى، كمحافظة حلب والحسكة واللاذقيّة وغيرها.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته