البيان الختامي لأعمال سينودس الكنيسة السريانية الكاثوليكية

قراءة البيان الختامي. من اليمين: المطران مار أفرام يوسف عبّا، البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان. قراءة البيان الختامي. من اليمين: المطران مار أفرام يوسف عبّا، البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان. | Provided by: Syriac Catholic Patriarchate

انتهت يوم السبت 25 يونيو/حزيران أعمال السينودس السنوي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية. الذي انعقد في دير سيدة النجاة - الشرفة، درعون – حريصا لبنان. وذلك برئاسة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان.

السينودس الذي كان قد سبقه رياضة روحية، أقامها الراهب الماروني وأستاذ الكتاب المقدس الأب أيوب شهوان، على ثلاث جلسات. طارحاً فيها التأمل في مفهوم الدعوة الأسقفية، وعلاقة الأسقف مع بقية الأساقفة الآخرين والكهنة والمؤمنين. 

تلي الرياضة قداس إلهي ذكّر البطريرك في وعظته فيه بعبارة البابا القديس يوحنا بولس الثاني التي وجهها قبل 22 سنة في رسالته الرعوية: "ابعد إلى العمق" والتي اقتبسها من قول يسوع لسمعان بعد أن حاول هذا الأخير مع رفاقه كل الليل اصطياد السمك لكنهم لم يفلحوا. وعليه يشدد البطريرك على الذهاب إلى العمق من غير خوف، رغم المخاطر والتهديدات، من خلال الاتكال على الرب. فهو الذي يرسل من يدعوه حتى يبشر باسمه، وينقل بشارة الخلاص والفرح والمحبة إلى العالم.

افتتح البطريرك يونان أعمال السينودس في صباح يوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران بالصلاة والابتهال إلى الروح القدس، كي يهدي الآباء لما فيه من خير الكنيسة. وذلك بحضور جميع الأساقفة، باستثناء المطران مار غريغوريوس الياس طبي، والمطران مار باسيليوس جرجس القس موسى لظروف طارئة خارجة عن إرادتهما. ومما قاله البطريرك في الكلمة الافتتاحية: "بالروح المجمعية المعروفة بالشركة الأسقفية التي تتميز بها الكنائس الشرقية، نجتمع لكي نتحمل سوية أعباء مسؤولياتنا في خدمة كنيستنا السريانية، متضامنين ومتحدين حسب وصية المعلم الإلهي، راعينا ومثالنا، فنتبعه بأمانة، ونشهد له بمصداقية الرسل الحقيقيين الذين يرون في الدعوة الأسقفية قبل الكرامة، واجب الخدمة بالتواضع وبذل الذات، وفوق كل ذلك بالمحبة المتبادلة التي جسدها معلمنا الإلهي".

وختم البطريرك يونان ببعض الفقرات من موعظة البابا فرنسيس الأخيرة في يوم عيد العنصرة عن الروح القدس ومفاعيله في حياة الإنسان.

استمر السينودس خمسة أيام. واختتم يوم السبت بجلسة ختامية تلا فيها أمين سر السينودس المطران مار أفرام يوسف عبّا البيان الختامي أمام وسائل الإعلام. بعد ذلك انتقل الأساقفة إلى كابيلا سيدة النجاة التاريخية، حيث أدوا صلاة الشكر، ورنموا (تشمشت والدة الله). وفي ختام الصلاة منح البطريرك البركة الرسولية لجميع أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية أينما وجدوا، إكليروساً ومؤمنين.

تألف البيان الختامي من سبعة بنود:

أولا: يدور حول تقارير الأبرشيات والزيارات؛ حيث عرض الآباء أوضاع الأبرشيات في بلاد الشرق، مبرزين معاناة رعاياهم على كل الأصعدة، خاصة فيما يتعلق بالهجرة.

ثانيا: يتعلق بالشؤون الكنسية الرعوية المتضمنة التنشئة الكهنوتية والرهبانية. فكانت الوعود بتقديم كل الدعم الإكليريكية سيدة النجاة البطريركية في دير الشرفة. أيضا اطلع الآباء على اختتام أعمال اللجنة الليتورجية المكلفة بمراجعة ذبيحة القداس الإلهي، والتي سيتم إصدارها في الأشهر القادمة. وأخيرا تم التأكيد بأن الانتخاب للكراسي الأسقفية الشاغرة مؤخرا، قد تم باستلهام الروح القدس، ووفقا للقانون الكنسي.

ثالثا: تدابير إدارية تتعلق بتشكيل ثلاث لجان سينودسية؛ اللجنة الليتورجية؛ ولجنة كنيسة الانتشار؛ ولجنة راعوية الشبيبة. أيضاً اتخذ قرار بتكريس الأحد الثالث بعد عيد القيامة، للصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية. وتخصيص مداخيل صناديق الكنائس في هذا اليوم، لدعم الإكليريكية والدعوات.

رابعا: الإعلام والتشديد على أهميته، وأهمية نقل البشارة بطرق عصرية وحضارية. أساسها المحبة والحرية وقبول الآخر، من خلال مد الجسور إليه.

خامسا: تم التداول في المواضيع المتعلقة بالإعداد لسينودس الأساقفة الروماني لعام 2023. وتمت الموافقة على قائمة مندوبي الكنيسة السريانية الكاثوليكية، لتحضير المرحلة الثانية من السينودس.

سادسا: مناقشة شؤون بلدان الشرق الأوسط، واقعها، وتحدياتها. بخصوص للعراق، كانت الدعوة بتوطيد اللحمة الوطنية. وأن يعمل المسؤولون على تشكيل السلطات فيه، سعيا لخير المواطنين الذين طالت محنتهم. وبالنسبة لسوريا تناول الآباء الوضع الاقتصادي المتردي فيها، والفقر، والمعاناة الكبيرة التي يعيشونها. آملين أن يتكاتف المسؤولون للنهوض ببلدهم، وإعادة إعماره. مطالبين برفع العقوبات الجائرة عن الشعب السوري. أما فيما يخص لبنان فقد عبر الآباء عن ارتياحهم لانتخاب المجلس النيابي الجديد فيه. وتكليف رئيس جديد للحكومة. مشددين على تشكيل الحكومة بأسرع وقت، والبدء بحل جميع المشاكل الاقتصادية، في بلد غالبية سكانه اليوم يرزحون تحت مستوى خط الفقر. أكد الآباء أيضا أهمية استقلال القضاء. وضرورة متابعة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت. وأخيرا دعوا إلى انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة الدستورية، تفاديا للشغور الرئاسي.

سابعا: الكنيسة في بلاد الإنتشار، وتحدي الحفاظ على الإيمان والتراث السرياني الأصيل.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته