عيد قلب مريم الطاهر: ملجأ للتوبة والارتداد

قلب مريم الطاهر قلب مريم الطاهر: شفيع التوبة والارتداد لجميع المؤمنين المتعبدين له | Provided by: Abouna

لمحة تاريخية عن عيد قلب مريم الطاهر

يعود تاريخ الاحتفال بعيد قلب مريم الطاهر إلى إحدى ظهورات مريم سيدة فاطيما بالبرتغال عام 1917 التي طلبت تكريس العالم لقلبها، إضافةً لمنحها عدة صلوات لتكريس العائلات لقلبها. كما طلبت من جميع المؤمنين ممارسة سر الاعتراف وتقديم التعويض لقلبها النقي.

شرح يسوع للطفلة لوسيا أثناء إحدى الظهورات أيضًا، سبب طلب أمنا مريم تخصيص أوّل سبت لمدة 5 شهور متتالية للتعويض لقلبها فقال:

«يا ابنتي، السبب بسيط جدًا، يوجد خمسة أنواع من الإهانات والتجاديف ضدّ قلب مريم النقيّ وهي:
-1 التجاديف ضدّ الحبل الطاهر بها.
-2 التجاديف ضدّ بتوليّتها الدائمة.
-3 التجاديف ضدّ أمومتها الإلهيّة، وعدم الاعتراف بكونها أمّ البشر أجمعين.
-4 تجاديف جميع الذين يحاولون علنًا زرع اللامبالاة أو الاحتقار أو الحقد في قلوب الأطفال ضدّ أمّهم الطاهرة.
-5 إهانات من يغيظونها بانتهاك صورها وأيقوناتها المقدّسة».

 بعد ذلك بثلاثة عقود، قام البابا بيوس الثاني عشر عام 1944، بتحديد عيد لقلب مريم الطاهر في 22 أغسطس/آب من كل عام التماسًا لشفاعة العذراء من أجل: «السلام بين الأمم وحريّة الكنيسة وارتداد الخطأة ومحبة الطهارة وممارسة الفضيلة». فالهدف الرئيسي من عبادة قلب مريم الطاهر هو التوبة والارتداد. وقد احتفلت الكنيسة للمرة الأولى بهذا العيد رسميًا في 22 أغسطس/آب 1948.

لكن في العام 1969 نقل البابا بولس السادس هذا العيد إلى اليوم التالي لعيد قلب يسوع الأقدس، أي السبت الذي يسبق الأحد الثالث بعد العنصرة، وبالرغم من ذلك لا تزال بعض الكنائس في العالم تعيّد هذا العيد مرّتين في السنة.

نذكر أيضًا قول القديس يوحنا أودس، الذي كان أوّل من كرّم القلبين الأقدسين معًا: «لا يجب الفصل بين ما جمعه الله بطريقةٍ مثاليّةٍ. فقلبي يسوع ومريم مُرتبطان ببعضهما البعض بشكلٍ وثيقٍ جدًا، وكل من يتعبّد ليسوع يتعبّد لمريم في الوقت نفسه».

البابا فرنسيس وقلب مريم العذراء

يُعتبر البابا فرنسيس مثالًا للتعبّد بعمق لقلب مريم العذراء الطاهر. فقبل وبعد كل رحلة رسوليّة له، يقوم البابا بزيارة بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما ليصلّي أمام أيقونة العذراء مريم.

في اليوم المريمي المصادف 13 أكتوبر/تشرين الأول 2013، كرّس البابا فرنسيس العالم إلى قلب مريم الطاهر بصلاته أمام تمثال العذراء سيّدة فاطيما. وقال يومها: «اقبلي بمحبة أيتها الأم فعل التكرّس الذي نقوم به اليوم أمام صورتك العزيزة على قلوبنا، نحن نثق أنّ كل فرد منا قيّم في عينيك وأنّك تعرفين كل ما يُخالج قلوبنا».

وفي الفترة الماضية عند انتشار فيروس كورونا، صرح البابا أن قلب مريم هو القلب الذي يجب أن نوكل إليه البشرية الممتحنة بالعديد من الآلام. وخلال مقابلته العامة مع المؤمنين في العام الماضي في تذكار ظهورات العذراء في فاطيما حث المؤمنين لكي يطلبوا من الله بشفاعة قلب مريم الطاهر السلام للعالم ونهاية الوباء وروح الارتداد والتوبة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته