دمشق, الاثنين 22 ديسمبر، 2025
في مشهد يعكس توق السوريين إلى الحياة والفرح بعد سنوات طويلة من المعاناة، تتواصل مظاهر البهجة بعيد الميلاد في مختلف المناطق السورية حاملةً رسائل أمل تتجاوز الانقسامات والجراح. وتزامنت هذه الأجواء مع الإلغاء الرسمي لقانون قيصر، وهو تطور يضع الدولة أمام تحدّي إعادة بناء الاقتصاد وتأمين مقومات العيش الكريم للمواطنين.
ومن أبرز الفعاليات الميلادية هذا الأسبوع، تنظيم «فوج الزيتون الكشفي» الرومي الملكي كرنفال الميلاد في دمشق القديمة، إذ جاب موكب مهيب شوارعها بمشاركة مئات الأشخاص، ترافقهم مجسمات ميلادية مصنوعة يدويًّا، وسيارات مزينة، وعزف للفرقة النحاسية، إلى جانب الأعلام الكنسية والوطنية. وقال الأرشمندريت ميشيل ديراني عبر «آسي مينا» إنّ الهدف من هذه المبادرات هو «زرع الفرح في قلوب الأطفال، ومساعدتهم على العيش بسلام وتجاوز آثار الحروب والاضطرابات التي أثقلت العالم».
ولم تقتصر هذه الأجواء على العاصمة، إذ شهدت قرية القنية في ريف إدلب إضاءة شجرة الميلاد ومغارته للمرة الأولى منذ 14 عامًا. كما افتُتح سوق ميلادي في طرطوس بمبادرة غير كنسية. في السياق ذاته، واصلت جوقة الفرح، بفئاتها العمرية المختلفة، تقديم أمسياتها الترنيمية المعهودة في دمشق ويبرود، تاركة انطباعًا إيجابيًّا لدى الحاضرين، ومن بينهم القائم بأعمال البعثة الأوروبية في سوريا ميخائيل أونماخت الذي رأى أنّ الجوقة «اسم على مسمى» ونجحت في تجسيد صورة سوريا الحقيقية.
ورغم الإشادة الواسعة بالإجراءات الأمنية المشددة التي رافقت الاحتفالات، برز تطوّر تمثّل في إحراق شجرة عيد الميلاد في حي العدوية-حمص، ومحاولة إحراق أُخرى في القصير، إضافة إلى سرقة تمثال القديس بولس البرونزي في باب كيسان-دمشق. كذلك، أثار منشور للمدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب وائل حمزة الجدل، إذ طلب عبر صفحته في «فيسبوك» عدم تهنئته بالأعياد، في موقف يندر صدوره عن مسؤول حكومي.
