القدّيسة يوليانا… صرخة إيمان في ليل الطغيان

القدّيسة يوليانا القدّيسة يوليانا | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسة يوليانا الشهيدة في تواريخ مختلفة، منها 21 ديسمبر/كانون الأوّل؛ هي من استشهدت حبًّا بالمسيح.

أبصرت يوليانا النور في نيقوميديا في الربع الأخير من القرن الثالث، عندما كانت المسيحيّة هدفًا للاضطهاد والعنف. نشأت في بيتٍ وثنيّ، لكنّ قلبها لم ينغلق أمام سراج الحقّ، إذ انجذب باكرًا إلى الإيمان القويم ومحبّة المسيح، فاعتنقت المسيحيّة بحرّية ووعي، متحدّيةً محيطها وتقاليده. لم يكن إيمانها مجرّد قناعة داخليّة، بل خيارًا واضحًا انعكس في مواقفها وقراراتها. حين قرّر والدها تزويجها الوالي الوثنيّ إيليوزيوس، وجدت نفسها أمام امتحان مصيريّ: رفضت هذا الزواج بحزم، معلنةً أنّها لا تستطيع الارتباط بِمَن يُعادي إلهها الحقيقيّ ويضطهد المؤمنين به. كان رفضها شهادةً علنيّة للإيمان، لكنّها دفعت ثمنه غاليًا، إذ سُجِنَت وتعرّضت لأبشع أنواع الآلام.

في لحظات الألم والظلمة، لم تفقد يوليانا سلامها الداخليّ، بل حوّلت السجن إلى مكان صلاة، والعذاب إلى فعل تسليمٍ كامل للعناية الإلهيّة. وتشير الروايات إلى أنّها كانت تحضّ المؤمنين من حولها على الثبات، مردّدةً: «قوّتي ليست في جسدي، بل في الربّ الذي لا يخيّب». وفي سنة 304، حُكِم عليها بقطع الرأس، فتقدّمت إلى الاستشهاد بهدوء وسلام، وهكذا صار دمها بذرة إيمان في نيقوميديا ومحيطها. واليوم، تُذكِّرنا سيرتُها بأنّ الإيمان ليس انتماءً شكليًّا، بل علاقة حيّة تُختَبَر وسط القرارات الصعبة.

أيّها الربّ يسوع، في تذكار القدّيسة يوليانا، امنحنا نعمة الثبات في الإيمان، وشجاعة الشهادة للحقّ، وسلامًا يقوّينا وسط كلّ تجربةٍ، آمين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته