بيت لحم, الجمعة 19 ديسمبر، 2025
في العاميَن الماضيَين، اتّسمت احتفالات عيد الميلاد في الأراضي المقدسة بطابع متقشّف، واقتصرت على الصلوات والطقوس الدينية داخل الكنائس. ترافق ذلك مع تراجع حاد في أعداد الحجاج والسياح منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما رافقها من ظروف أمنية واقتصادية صعبة.
مع استمرار الأزمة وغياب أي أفق للتعافي، تفاقمت ظاهرة الهجرة ما زاد من المخاوف على مستقبل المسيحيين في مهدهم. لا تتوفر إحصائيات رسمية دقيقة عن هجرة المسيحيين منذ الحرب الأخيرة، لكنّ تقارير إعلامية وتصريحات كنسية ودراسات بحثية تشير إلى مغادرة مئات العائلات. وأوضح تقرير مركز روسينغ للعام 2024 أنّ نحو نصف المسيحيين دون سن الثلاثين يفكرون في مغادرة المنطقة.
في خضم هذا الواقع الضاغط، تبرز شهادات من قلب غزة تكشف حجم المعاناة اليومية. فقد قال الأب جبرائيل رومانيلّي، كاهن رعيّة العائلة المقدسة للاتين، إنّ الأوضاع بعد وقف إطلاق النار «تحسّنت قليلًا» مع توقف القصف الواسع، إلا أنّ الحرب «ما زالت مستمرة»، فيما تبقى الأزمة الإنسانية خانقة ويسود القطاع «اكتئاب عميق لغياب أيّ أفق واضح لنهايتها».


