البابا فرنسيس يجدّد اعتبار مجرّد اقتناء السّلاح النووي عملًا غير خُلُقيّ

البابا فرنسيس والقنبلة النوويّة البابا فرنسيس ملقيًا كلمة إلى جهة اليمين وقنبلة نوويّة منفجرة إلى جهة اليسار | Provided by: L'Osservatore Romano and Geralt/Pixabay

بعث البابا فرنسيس رسالة لمناسبة اللقاء الأوّل للدول المشاركة في معاهدة منع الأسلحة النوويّة. وهو لقاء يحصل في فيينّا بين 21 و23 يونيو/حزيران، يرأسه السفير ألكسندر كمينت النمساوي. وقد قرأ رسالة البابا الموجّهة إلى كمينت، المونسينيور بول غالاغر، سكريتير الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظّمات الدوليّة.   

كتب البابا في رسالته قائلًا: «في هذه اللحظة من التاريخ التي يبدو بها العالم عند تقاطع طرق، تبدو رؤية هذه الوسيلة القانونيّة (معاهدة منع الأسلحة النووية)، المستوحاة بقّوة من مبرّرات أخلاقيّة وأدبيّة، حقّا في الوقت المناسب. في الواقع، يحدث هذا اللقاء في وقت يدعو حقًّا إلى تفكير أعمق حول الأمن والسلام». واعتبر البابا مع أنّ السياق الحالي قد يجعل الحثّ على نزع السلاح غير منطقي للكثيرين، لكن يجب التنبّه من مقاربة الأمن الوطني والدولي بضعف نظر. فمن يدفع الثمن، كما شرح الأب الأقدس، هي أعداد الأرواح البريئة التي تؤخذ وتقاس بمقاييس المجازر والدمار. نتيجة لذلك، جدّد البابا دعوته «لإيقاف صوت جميع الأسلحة وإلغاء أسباب العنف عبر السعي للمفاوضات: "فمن يخوض الحرب ينسى الإنسانيّة".»

واعتبر البابا أنّه لا يمكن تجزئة السّلام، فلكي يكون السّلام حقيقيًّا ودائمًا يجب أن يكون عالميًّا. وهذا ما تعلّمناه من جائحة الكورونا، بحسب الأب الأقدس. فأمان مستقبلنا يعتمد على تأمين سلام الآخرين. وجزم البابا أنّ الكرسي الرسولي يؤمن أنّ عالم خالٍ من الأسلحة النوويّة ضروري وممكن. فتحدّيات السلام والأمن في عالم القرن الحادي عشر المتعدّد الأقطاب كالإرهاب والصراعات غير المتكافئة والأمن السيبراني والمشاكل البيئيّة والفقر تؤكّد الشكوك فيما خصّ عدم ملائمة السّلاح النووي. كما هناك إمكانية لحوادث قد تنجم عن الاهتمام بالمنشآت النوويّة.  

من هنا شرح الأب الأقدس أنّ: «السّلاح النووي مسؤوليّة مكلفة وخطيرة. فهو "مضاعِف للأخطار" ويؤمّن فقط وهم "سلام مُقَوَّض"». وفسّر الأب الأقدس: «أرغب أنّ أعيد التأكيد بأنّ استخدام السّلاح النووي، كما مجرّد اقتنائه، عمل غير خُلُقيّ». فاعتبر البابا أنّ تأمين السّلام والاستقرار عبر شعورٍ مزيّف بالأمان ومنطق «توازن الرعب»، مع ما فيه من عقليّة رعب وعدم ثقة، يؤدّي حتمًا إلى تسميم العلاقات بين الناس ويعرقل أي إمكانيّة لحوار جدّي.

اعتبر البابا أنّه من الجيّد أن تلحظ هذه المعاهدة كم أنّ بإمكان التعليم من أجل السّلام أن يلعب دورًا مهمًّا في المساعدة على التوعية على مخاطر وتبعات السّلاح النووي للأجيال الحالية والمستقبليّة. كما اعتبر أنّ الالتزام باتفاقات نزع السلاح الدولية والقانون الدولي ليس شكلًا من أشكال الضعف بل شكل من أشكال القوّة، لأنّها تزيد الثقة والاستقرار.

وختم البابا مشجّعًا الجميع على السير قدمًا في اتّجاه تعزيز ثقافة الحياة والسلام المبنيّة على كرامة الشخص البشري والوعي بأنّنا جميعنا إخوة وأخوات. معتبرًا أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة من جهتها ملتزمة التزامًا لا رجوع عنه بتعزيز السّلام بين الناس والأمم وتبنّي التنشئة على السّلام من خلال مؤسّساتها.

وكان البابا فرنسيس في محطّات عدّة قد نادى ضدّ اقتناء السلاح النووي. فهو قد زار مدينة ناغازاكي، على سبيل المثال، وهي إحدى المدينتين اليابانيّتين اللتين ألقيت عليهما قنبلة نوويّة خلال الحرب العالميّة الثانية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. ومن ناغازاكي تكلّم أنّ ضمانات السّلام بأسلحة نوويّة هي ضمانات مزيّفة. فالسلام يُبنى بأسس خلقيّة عالميّة من التضامن والتعاون لخدمة مستقبل مبني على الاعتماد على البعض وتحمّل العائلة البشريّة المسؤوليّة بشكل مشترك لليوم والغد.

كما كان البابا قد اعتبر أنّ استخدام الطاقة النوويّة لغايات حربيّة، هي جريمة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته