أيقونة الظهور الإلهيّ... معاني إشراق الربّ وحضور الثالوث الأقدس

أيقونة الظهور الإلهيّ أيقونة الظهور الإلهيّ | مصدر الصورة: Kristiano100/Pinterest

يقدِّم حَدَث عماد يسوع في نهر الأردن، على يدَي يوحنا المعمدان، إعلانًا سماويًّا لانطلاقة حياته العلنيّة. هنا السماء تنفتح لتضعنا في حضرة الآب فنسمع صوتَه القائل: «هذا هو ابني الحبيب»، ونرى الروح القدس نازلًا على شكل حمامة، في تجلٍّ لحضور الثالوث الأقدس.

اختار الأب زياد قره قوشي الدومنيكي المتخصِّص في الأيقونات المقدّسة، أيقونة «الظهور الإلهيّ» ليسلّط الضوء في حديثه عبر «آسي مينا» على ما تتضمنّه من رموز تتعلق بمعموديّة الربّ. وهذه المناسبة معروفة بعيد «الدنح - الإشراق» بحسب الليتورجيا المشرقيّة، وعيد «الظهور الإلهيّ» بحسب الليتورجيا البيزنطيّة. «ففيه كان ظهور يسوع وإشراق نوره. وبقبوله المعموديّة، فتح أمامنا طريق الدخول في شركة الثالوث والتمتّع بروح البنوّة، وبتأمّلنا في عماده نتأمّل معموديّتنا أيضًا».

الأب زياد قره قوشي الدومنيكيّ. مصدر الصورة: صفحة الأب زياد في فيسبوك
الأب زياد قره قوشي الدومنيكيّ. مصدر الصورة: صفحة الأب زياد في فيسبوك

يبرز يسوع متوسِّطًا الأيقونة، واقفًا في نهر الأردن الذي يظهر على شكل كهفٍ أو مغارة، ليُذكّرنا بكهف ميلاد الربّ والقبر الذي غادره قائمًا، ويعلّمنا أنّ المعمودية عبور من الموت إلى الحياة، وأنّ البقاء تحت الماء يُميت، وأمّا الخروج مع المسيح، الماء الحيّ، فيُحيي الروح، بحسب قره قوشي.

وأضاف: «نلاحظ في الماء شخصيّات صغيرة تُمَثِّل قوى الموت المرعوبة من إعلان هزيمتها التي ستكتمل نهائيًّا بموت المسيح وقيامته. وهي نفسها تظهر في أيقونة نزول يسوع إلى الجحيم».

و«يتجلّى حضور الثالوث الأقدس عبر حلول الروح القدس على يسوع بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: "أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيب، بِكَ سُرِرْت"».

وشرح قره قوشي: «الروح عينه حلّ على التلاميذ في البونطيقوسطي وجدّدهم ليصبحوا أبناء الآب. وعلى مثالهم، يحلّ على كلّ واحد منا في عماده ويطلق ألسنتنا لننادي الله: "يا أبتاه!"، فيُعيد إلينا الثقة البنويّة التي حطّمتها الخطيئة، فالمعموديّة تقطع صلتنا بـ"إنساننا العتيق"، لنحيا أبناء وبنات للآب».

يطالعنا يوحنا واقفًا على ضفة الأردن، يسار الأيقونة، مادًّا يمينه ليعمِّد المسيح ومشيرًا إليه باليسرى معلنًا: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!». ورغم أنّه لم يفهم ما حاجة من ليست لديه خطيئة إلى المعموديّة، استجاب لطلب يسوع: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ».

الملائكة والجبل

وتابع: «رغم أنّ الأناجيل لا تذكرهم، يبرز حضور الملائكة الأربعة في يمين الأيقونة، واقفين في وضعية عبادة واستعداد لاستقبال المسيح عند خروجه من المياه وممسكين الثياب التي سيلبسها. إنّهم يمثّلون خدمة الخليقة غير المرئيّة لخالقها». وختم موضحًا أنّ الجبل المفتوح إلى جزئين يذكّرنا بانتصار المسيح على الخطيئة، وقيامته فاتحًا القبر، ويحتضن في أعلاه دائرة نورٍ تنبثق منها ثلاثة أشعّة، رمزًا لحضور الثالوث الأقدس بأقانيمه الثلاثة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته