من ظلام ستالين إلى نور القربان… سفيتلانا وقصّة العودة إلى الله

سفيتلانا ستالين سفيتلانا ستالين | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

من رحم إلحاد صارم خرجت قصة إيمان مدهشة: سفيتلانا، ابنة ستالين، اختارت الكنيسة الكاثوليكية. كيف تحوّلت ابنة الطاغية الأحمر إلى امرأة تبحث عن الله؟

نشأ ستالين في بيئة أرثوذكسية، وكانت رغبة والديه أن يسير في طريق الكهنوت. غير أنّ العنف الأسري الذي عايشه ترك أثرًا عميقًا فيه، فابتعد عن الكنيسة تدريجًا حتى أنكر وجود الله. بوصوله إلى الحكم، انعكست قسوته على الكنيسة؛ أطلق حملة شرسة لسحق الإيمان من جذوره، وأغلق آلاف الكنائس، واعتقل مسيحيين وعذّبهم وقتلهم بلا شفقة. هو الرجل المنسوب إليه قول: «موت شخص واحد هو مأساة، وموت مليون شخص هو مجرّد رقم».

كبرت سفيتلانا وسط ظلام العنف والإلحاد الذي أحاط نظام والدها. وبعد سنوات على وفاة ستالين، تخلّت عن اسمه الذي قالت إنّه «يمزّق أذنيها». وفي العام 1962، تعمّدت في الكنيسة الأرثوذكسية، معلنة رفضها مادّية والدها ووحشيته. كتبت لاحقًا: «سرّ المعمودية يعني رفض الشر والكذب. آمنتُ بـ"لا تقتل"، وبأن الحقيقة أقوى من العنف والدم. وحين دخل هذا كلّه إلى قلبي، تلاشى كالدخان ما تعلّمته من الماركسية».

منذ ذلك الحين، لم تعد ابنة الزعيم المدللة بل امرأة منبوذة من الكرملين. حُرمَت الزواج الذي رغبت به، وعندما توفي حبيبها براجيش سينغ في العام 1966، سُمح لها فجأة بالسفر إلى الهند لتنفيذ وصيّته بنثر رماده في نهر الغانج. وهناك، صدمت العالم بدخولها السفارة الأميركية وطلبها اللجوء. قال لها أحد الموظفين مذهولًا: «تقصدين أنّ والدك هو ستالين؟». سافرت بعدها إلى روما ثم سويسرا، قبل أن تستقر في الولايات المتحدة في العام 1967. وهناك خاضت رحلات روحية طويلة قبل أن تقودها عناية خاصة إلى الكاثوليكيّة. التحوّل الحاسم جاء مع لقاء الكاهن جوفاني غاربولينو الذي دعاها للحج إلى فاطيما، ووضع بين يديها صليبًا حمله رائد الفضاء باز ألدرين إلى القمر.

بدأت سفيتلانا قراءة عصارة أفكار كتّاب كاثوليك، وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 1982 تبنّت العقيدة الكاثوليكية. وكتبت عن تلك المرحلة: «الآن أدرك النعمة العجيبة التي تمنحها الأسرار المقدسة. كنت عاجزة عن مسامحة أعدائي، واليوم أشعر بأنّي مختلفة. الإفخارستيا أعطتني الحياة». وعن علاقتها بمريم العذراء كتبت: «أخذتني إلى حضنها… فمَن غير أمّ يسوع يمكن أن يكون شفيعًا لي؟».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته