اختتام معرض يوثّق مسيرة تمكين صعيد مصر

من منتجات سيدات أخميم من منتجات سيدات أخميم | مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا

اختتمت جمعية الصعيد للتربية والتنمية معرضها للحِرَف اليدوية في مركزها الرئيس بحي الظاهر في القاهرة، بمشاركة سيدات من مدينة أخميم قدّمنَ منسوجات مطرّزة يدويًّا، وشباب من قرية حجازة عرضوا أعمالًا خشبية مستوحاة من التراث المصري.

لم يكن المعرض مجرّد مساحة لعرض منتجات، بل استمرارية لمسيرة تنموية طويلة بدأت منذ عقود وتهدف إلى تمكين الإنسان المصري في منطقة الصعيد وحفظ الحِرَف التقليدية في مواجهة خطر الاندثار.

أوضحت الكاتبة لولا لحّام، مديرة المعرض، في حديث خاص لـ«آسي مينا»، أن الجمعية تجمع بين «التربية» من خلال إدارتها 35 مدرسة ابتدائية في خمس محافظات بالصعيد، و«التنمية» عبر أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية وحِرَفية. وفي مجال الحِرَف تحديدًا، تدير الجمعية كلًّا من مركز الخدمة الاجتماعية في أخميم، وورشة الأخشاب في قرية حجازة.

القديسون الأقمار الثلاثة باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا
القديسون الأقمار الثلاثة باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا

نسيج أخميم

بيّنت لحّام أن أخميم، الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل مقابل مدينة سوهاج، تُعد من أقدم المدن المأهولة في العالم التي حافظت على موقعها الأصيل وتقاليدها، واشتهرت بالعدد الضخم لشهدائها المسيحيين الذين قضوا بفعل اضطهاد الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس، كما عُرفت عبر العصور بالنسيج اليدوي والتطريز. في العام 1960، أطلق مؤسس الجمعية الأب الدكتور هنري عيروط مشروعًا لتنمية المرأة في أخميم (مركز الخدمة الاجتماعية)، لمساعدة فتيات وسيدات فاتتهنّ فرص التعليم. بدأت المبادرة بلقاءات حياتية ومستوصف صحي بسيط، ثم تطورت إلى تطريز قطع قماش مستلهمة من التراث القبطي والإسلامي، قبل أن يتحول العمل إلى فن تطريز حر يصوّر الطبيعة والحياة اليومية.

وأضافت: «في ظل الطلب على أقمشة خاصة غير متوافرة محليًّا، أُدخلت الأنوال اليدوية للمرة الأولى إلى أخميم، لتعمل النساء في إنتاج القماش نفسه إضافة إلى تطريزه. اليوم يهدف المركز إلى تحسين الدخل، وتنمية الإبداع، وبناء شخصية المرأة وتعزيز العمل الجماعي، مع احترام التنوع الديني والثقافي، إذ تعمل في المركز مسيحيات ومسلمات تتراوح أعمارهن بين 14 و70 عامًا».

من منتجات شباب حجازة. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا
من منتجات شباب حجازة. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا

خشب حجازة

كذلك، كشفت لحام عن نشوء تجربة تنموية موازية مع الرجال في قرية حجازة بمحافظة قنا جنوبي مصر. في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، وبحضور مكرسين فرنسيين من رهبنة «إخوة يسوع الصغار»، تحولت مهارة النجارة المحلية إلى ورشة إنتاج فني، تستلهم نماذج من الفن المصري القديم واليوناني-الروماني المعروض في متاحف عالمية.

وختمت لحّام حديثها بالإشارة إلى تطور الورشة تدريجًا لتصبح مركزًا رئيسًا لتدريب الشباب وإنتاج المشغولات الخشبية، وقد نجحت منتجاتها في الوصول إلى الأسواق المحلية والخارجية، وأسهَمَ أحد حِرَفييها في تنفيذ ديكورات مركب خوفو بالمتحف المصري الكبير.

زيارة النائب الرسولي للاتين في مصر المطران كلاوديو لوراتي للمعرض. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا
زيارة النائب الرسولي للاتين في مصر المطران كلاوديو لوراتي للمعرض. مصدر الصورة: سهيل لاوند/آسي مينا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته