اللاتينيّة تتراجع… الفاتيكان يفتح الباب أمام لغات أخرى في الوثائق الرسميّة

كانت اللاتينية اللغة المركزية في الكنيسة الكاثوليكية، في الليتورجيا والإدارة الكنسية على السواء كانت اللاتينية اللغة المركزية في الكنيسة الكاثوليكية، في الليتورجيا والإدارة الكنسية على السواء | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

على مدى قرون، كانت اللاتينية اللغة المركزية في الكنيسة الكاثوليكية، في الليتورجيا والإدارة الكنسية على السواء. لكنّ الفاتيكان أصدر أخيرًا لوائح جديدة تتيح للدوائر الكوريّة إصدار وثائقها بلغات أخرى إضافة إلى اللاتينية، بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، في خطوة تعكس تحوّلًا مهمًّا في آلية نشر الوثائق الكنسية.

بدأ استخدام اللاتينية في كنيسة روما منذ القرون الأولى، لتأخذ تدريجًا مكان اليونانية كلغة كنسية في الغرب مع اقتراب القرن الرابع. ومنذ ذلك الوقت، صارت لغة الليتورجيا واللاهوت والإدارة الكنسية. وفي العصور الوسطى والحديثة، شكّلت اللاتينية اللغة الأساسية للكنيسة والثقافة الأوروبية.

وأصبحت الإيطالية في الواقع اللغة العملية داخل الفاتيكان في خلال القرن الماضي، بحكم موقع دولة الفاتيكان داخل روما، ما جعلها لغة العمل اليومية في دوائر الكوريا وفي المراسلات الداخلية، بينما استُخدمت اللاتينية في الوثائق الرسمية والقانونية حصرًا.

أما الآن، فستُكرِّس الإجراءات الجديدة التي وافق عليها البابا لاوون الرابع عشر في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، هذا التحوّل اللغوي على نحو رسمي. وقد تمّت الموافقة على الوثيقة "ad experimentum" (أي للاستخدام التجريبي أو الموقّت) لمدة خمس سنوات، في مسعى لترسيخ «خدمة كنسيّة تتّسم بطابع رعوي ورسالي». ومن المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ في 1 يناير/كانون الثاني 2026.

كذلك، يضع النصّ ضوابط جديدة صارمة للحدّ من المحسوبيّة داخل دوائر الكوريا. وينصّ على أن يتمتّع المرشّحون لشغل وظيفة في الفاتيكان بالفضيلة والحكمة والمعرفة والخبرة المناسبة. سيكون التعيين بدايةً بعقد تجريبي لا تقل مدّته عن عام واحد، ولا يمكن تمديده أكثر من عامين. وبعد انقضاء فترة التجربة هذه، يُتّخذ القرار بتثبيت الموظف بعقد دائم أم إنهاء خدماته.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته