البطريرك أفرام في يوم ذكرى الإبادة: شهداء مجازر سيفو لم يسقطوا بل ارتفعوا من أجل إيمانهم بالرب يسوع

القداس الإلهي في دير مار أفرام السرياني في ذكرى الإبادة السريانية. القداس الإلهي في دير مار أفرام السرياني في ذكرى الإبادة السريانية. | Provided by: Syrian Orthodox Patriarchate

يحيي السريان في الخامس عشر من يونيو/حزيران من كل عام ذكرى ارتقاء شهدائهم الذين كانوا ضحية التعصب الأعمى للسلطة العثمانية ومن ثم التركية في الفترة الطويلة الممتدة بين مطلع عام 1895 وحتى عام 1924. عملاً بقرار المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الصادر عام 2015.

وفي هذه المناسبة ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار أغناطيوس أفرام الثاني، قداس الصباح يوم الأربعاء في دير مار أفرام السرياني في معرّة صيدنايا بريف دمشق. ومن ثم صلاة المساء (الرمشو) في كاتدرائية مار جرجس البطريركية في باب توما بدمشق. والتي تلاها مباشرةً توجهه مع الإكليروس وجموع المؤمنين في مسيرة شموع، نحو حديقة الشهداء السريان، وإقامته صلاة تذكار الشهداء (التشمت) أمام نصبها التذكاري.

شدد البطريرك في وعظتيّه على شهادة المسيحي ليسوع المسيح وعدم إنكاره، بل الاعتراف به. وأن هذه الشهادة لا تتطلب إلا أن يعيش المرء كمسيحيي من خلال الصلاح في إعماله وتصرفاته مع الآخر مهما كان معتقده. فالمسيحي لا يستطيع أن يميز في محبته للناس بين المؤمن وغير المؤمن. هو لا يكره أحدا، حتى ذلك الذي يناصبه العداء. لكن البطريرك أفرام أكد من جهة أخرى بأن محبة المسيحي، وصلاته، ومسامحته، لا تعني نسيان أكثر من نصف مليون شهيد سرياني. 

وهذا الاستذكار ليس انتقماً أو كرهاً، وإنما هو للمطالبة بالاعتراف بتلك المجازر – ليس أكثر – منعا من تكرارها بحق أي شعب كان. فالكشف عن الحقيقة وقبولها يساعدان على اتمام المصالحة بين أحفاد من استطاع النجاة، وبين أحفاد الذين ارتكبوا الإبادة.

الشعار الرسمي لذكرى الإبادة السريانية. Provided by: dss-syriacpatriarchate.org
الشعار الرسمي لذكرى الإبادة السريانية. Provided by: dss-syriacpatriarchate.org

يُذكر أيضا أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كانت قد اعتمدت في وقت سابق شعاراً رسمياً لهذه الذكرى. نرى فيه كيف أن السيف الذي سُلط على رقاب السريان، ينكسر عندما يلتقي بالصليب الأحمر - الدال على الشهادة بالدم دفاعا عن الايمان – وتنبت منه سنبلة ترمز إلى الحياة التي استمرت رغم المجازر. والشمس في خلفية الشعار تشير إلى الفجر الجديد، الذي انجلى للشعب بعد المذابح. أما في أسفل الشعار فكُتبت كلمة "سيفو" باللغة السريانية. ومن الملاحظ أنه في منتصف الصليب كُتب تاريخ "1915". فالمجازر التي ارتُكبِت في ذلك العام كانت الأشد والأعنف من نوعها، خاصة في شهر حزيران منه؛ نذكر منها اقتحام منطقة الحبسناس وقتل سكانها؛ ثم حادثة التنكيل الوحشية بأهل نصيبين في منتصف الشهر وهو يوم إحياء الذكرى؛ تبعها بأيام إعدام نخبة المجتمع السرياني في منطقة مديات. وكذلك إعدام المطران الكلداني أداي شير في منطقة سعرت.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته