البابا لاوون يدعو المسيحيّين إلى تجاوز خلافاتهم اللاهوتيّة قبيل رحلته الرسوليّة الأولى

روما, الاثنين 24 نوفمبر، 2025

قبيل رحلته الرسولية الأولى إلى خارج الأراضي الإيطاليّة، أصدر البابا لاوون الرابع عشر رسالة بعنوان: «في وحدة الإيمان». ودعا فيها المسيحيين إلى التخلّي عن الجدل اللاهوتي الذي لم يعد يخدم وحدة الكنيسة، وإعادة اكتشاف الإيمان المُعلَن من مجمع نيقيا الأوّل عام 325.

البابا الذي ينطلق إلى تركيا ولبنان يوم الخميس المقبل في رحلة تدوم 6 أيّام، ربط ذكرى مرور 1700 سنة على المجمع بسنة يوبيل 2025. وشجّع على تجديد الحماسة لإعلان قانون الإيمان تراثًا مشتركًا وقاعدة لمسيرة وحدوية جديدة.

قانون الإيمان يوحّد التنوّع الكنسيّ

أكّد الأب الأقدس أنّ قانون الإيمان قادر على توحيد التنوع الشرعي للكنيسة. وسأل التخلّي عن نزاعات فقدت علّة وجودها في سبيل التفاهم والصلاة المشتركة والتوبة.

وأشار إلى أنّ قانون الإيمان يهب الرجاء وسط الحروب والظلم والفقر والخوف. وطلب من المؤمنين السير بانسجام وحماية عطية الإيمان، بخاصة عبر إعلان يسوع المسيح ابن الله الوحيد.

وشرح الحبر الأعظم في الرسالة كيف واجه "نيقيا الأوّل" رفض البدعة الآريوسيّة لألوهية المسيح، فأعلن آباء المجمع عندها أنّ يسوع «من جوهر الآب عينه». وفسّر لاوون أنّ إنسانية المسيح كاملة والتألّه تحقيق للإنسانية الحقيقية، لأنّ شوق الإنسان اللامحدود لا يشبعه إلا الله.

واعتبر أنّ قانون الإيمان يجب أن يتجسد في الحياة اليوم. وطلب التساؤل عن معنى الإيمان عمليًّا، إذ يكمن في رفض الأصنام، والعناية بالخليقة، والشهادة لرحمة الله بدل الخوف.

ما يوحّدهم أعظم ممّا يفرّقهم

تابع البابا أنّ الاعتراف بيسوع ربًّا يعني اتباعه على طريق صعب يقود إلى الحياة ومحبة الآخرين محبةً جذرية، بخاصة الفقراء والأعداء. وزاد لاوون أنّ رغم عدم بلوغ الوحدة الكاملة اليوم بين المسيحيّين فإنّهم يتشاركون معمودية واحدة وقانون إيمان واحدًا، فما يوحدهم أعظم مما يفرقهم.

وختم الأب الأقدس الرسالة بصلاة، سائلًا الروح القدس تجديد الإيمان وشفاء الانقسامات وجعل شهادة المسيحيين علامة إيمان للعالم.