الموصل, الخميس 13 نوفمبر، 2025
لا يدعونا الكتاب المقدَّس إلى مجرَّد قراءةٍ عابرة لأحداث مضت، بل إلى أن نكون مشاركين حقيقيّين في سرّ اللقاء بين الله والإنسان، ومتأمّلين في عمق لحظات الرحمة الإلهيّة والنعمة التي يُقدّمها لنا العهد الجديد.
يكتشف المتأمِّل في نصوص الإنجيل أنّ أحداثه، في مجملها، ليست ذكرى تاريخيّة عابرة، بل أيقونات حيّة تكشف لنا قلب الله المملوء رحمة، وصورة الكنيسة، الأمّ الحاضِنة للخطأة التائبين، كما شرح الأب أنطوان زيتونة، الكاهن في أبرشيّة الموصل وعقرة الكلدانيّة، في حديثه عبر «آسي مينا».

وأوضح أنّ الربّ لطالما وجَّه أنظارنا إلى أهمّيّة التمييز بين التديّن الظاهريّ والإيمان المفعم محبّةً وتواضعًا. «ويُقدّم اللقاء المميّز بين يسوع والمرأة الخاطئة في بيت سمعان الفرّيسيّ (لوقا 7: 36-50) صورةً واضحة عن تناقض شخصيّة سمعان الذي يُمثّل صورة الإنسان المتديِّن ظاهريًّا، المتمسِّك بحرف الشريعة، لكنّه في الوقت ذاته يفتقر إلى عمق المحبّة الحقيقيّة والانفتاح على غفران الله».