السنة الطقسيّة... دعوةٌ إلى تأمّل حياة الربّ وعمله الخلاصيّ

السنة الطقسيّة بحسب الكنيسة المارونيّة السنة الطقسيّة بحسب الكنيسة المارونيّة | مصدر الصورة: YOUCAT-Arabic

بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، تختتم كنائس مشرقيّة سنتها الطقسيّة بزمن تقديس البيعة، بينما تفتتحها أُخرى بالزمن عينه، لكنّها تتّحِد كلّها في تقديس الأزمنة عبر تكريسها للصلاة والتأمّل والاحتفال بسرّ التدبير الخلاصيّ.

تُوجِّه الكنيسة أنظار مؤمنيها إلى أحداث حياة المسيح على الأرض عبر تنظيمها، على مدار السنة، احتفالات ومناسباتٍ مرتبطة بتلك الأحداث، تُسمّيها السنة الطقسيّة، كما أوضح الأب وميض خالد، الكاهن في أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة، في حديثه عبر «آسي مينا».

وشرح أنّ الكنيسة تبتغي من ذلك مساعدة مؤمنيها على تأمّل حياة الربّ والاجتهاد لجعلها دليلهم في مسيرتهم الحياتيّة، متّحدين به ومستلهمين منه القوّة والمعونة إزاء المصاعب والضيقات. «فالسنة الطقسيّة تقدِّس زمن المسيحيّين، بدءًا بكون أسابيعها كلّها تتمحوَر حول يوم الأحد، يوم قيامة الربّ».

الأب وميض خالد. مصدر الصورة: الأب وميض خالد
الأب وميض خالد. مصدر الصورة: الأب وميض خالد

فرح الانتماء

وتابع: «جميعنا مدعوّون إلى عيش أيّام السنة كلّها بطريقةٍ تقدِّسنا وتؤهّلنا للملكوت، جاعلين الربّ محور أيّامنا ومركزها، فنُرافِقه بدءًا ببشارة زكريّا، ثمّ بشارة العذراء وزيارتها القدّيسة إليصابات، وميلاد عمّانوئيل، الله الذي صار إنسانًا وسكن بيننا، فحضور الرّعاة المبشّرين بميلاد يسوع، ثمّ تقديمه لله في الهيكل».

وأوضح أنّ الاحتفال بالأعياد في خلال السنة الطقسيّة يساعد المؤمنين على عيش فَرَح انتمائهم إلى الكنيسة عبر مشاركتهم فيها، بدءًا بعيد الميلاد، «ففيه قدَّسَ الربُّ زمننا حين دخله ليعيش بيننا ويعلّمنا مدى محبّته، فالذي لا يحدّه زمانٌ ولا مكان، اتّخذ زماننا وقتًا وأرضنا مسكنًا».

واسترسل: «في زمن الدنح، نجتهد لنموت عن خطايانا، منتظرين حلول الروح القدس علينا كما حلَّ على الربّ في عماده، لننطلق معه إلى برّية حياتنا ونرافقه صائمين أربعين يومًا وأربعين ليلةً، مستكملين استعداداتنا لاحتمال آلام الحياة، مشتركين من خلالها في آلام ربّنا استعدادًا للقيامة معه».

واستطرد: «ثمّ نقبل الفارقليط المُعَزّي الذي أرسله إلينا في زمن العنصرة ليرافق مسيرتنا، بينما يقدّم لنا زمن الصليب فرصة تأمّل عمل الفداء وتضحية ربّنا على الصليب الذي به نلنا الخلاص مؤكّدين افتخارنا به».

السنة الطقسيّة بحسب الكنيسة الكلدانيّة. مصدر الصورة: موقع البطريركيّة الكلدانيّة
السنة الطقسيّة بحسب الكنيسة الكلدانيّة. مصدر الصورة: موقع البطريركيّة الكلدانيّة

تقديس الزمن

تُخصّص الكنيسة قراءات طقسيّة بعينها لكلّ زمنٍ، تساعد المؤمنين على التعمّق في حياة الربّ يسوع، مركز حياتنا الروحيّة ومحور السنة الطقسيّة.

وإلى جانب الأعياد المارانيّة أو السيديّة، وهي الأعياد الكبرى المرتبطة بحياة ربّنا، تحتفل الكنيسة بأعياد مريميّة مرتبطة بمولد العذراء وبشارتها وانتقالها وتتويجها ملكةً للكون، داعيةً أبناءها إلى الاقتداء بمثالها والتمثّل بفضائلها، ومثلها القدّيسون والشهداء والمعترفون، بحسب خالد.

وأكّد ختامًا أنّ الاختلاف في ترتيب السنة الطقسيّة لا يُغيّر جوهرها الروحيّ وغايتها، بل يُبيِّن رغبة الكنائس، على تنوّعها، في التعبير عن تقديس الزمن وسعيها إلى تنظيمه وفق نهجٍ روحيّ يُسهم في تحقيق هدفها الإيمانيّ، لا سيّما أنّ أيّ زمنٍ يجتمع فيه المؤمنون هو زمنٌ مقدّس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته