شيحان في اليوبيل الألماسيّ لأبرشيّة القاهرة: الكنيسة المارونيّة منارة في قلب مصر

القاهرة, الأحد 9 نوفمبر، 2025

تحت رعاية البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، احتفلت الكنيسة المارونية في القاهرة بمرور خمسة وسبعين عامًا على تأسيس أبرشيتها في العاصمة المصرية، لتؤكد مجددًا حضورها التاريخي والروحي في أرض الكنانة. وترأس القداس الإلهي في كاتدرائية القديس يوسف، حي الظاهر-القاهرة، رئيس أساقفة أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان والزائر الرسولي على شمال إفريقيا المطران جورج شيحان.

في عظته، استعاد شيحان تاريخ الأبرشية منذ نشأتها، مذكّرًا بأنّ البطريرك المكرّم إلياس الحويّك هو الذي غرس أولى بذور الحضور الماروني في القاهرة عندما زارها عام 1905، وهو العام الذي شهد تأسيس النيابة البطريركية المارونية في مصر.

وأضاف: «إنّ تلك البذرة الصغيرة التي زرعها المرسلون الأوائل نمت عبر العقود لتصبح شجرة مباركة ووارفة، يستظلّ بها كثيرون، فصارت الأبرشية بيتًا للإيمان وملاذًا للرجاء في قلب أرض مصر المباركة».

وأردف شيحان: «خمسة وسبعون عامًا من مسيرة إشراقٍ للكنيسة المارونية في القاهرة، كانت فيها منارة روحية وثقافية. جاء الموارنة المهاجرون حاملين معهم عبق أرز لبنان، ومتّكلين على شفاعة العائلة المقدّسة، فيما أولى رهبان الرهبانية المارونية المريمية رعايتهم الروحية والإنسانية. نحن نفتخر بأنّنا طبعنا وتطبّعنا بكيان مصر وهويتها، في الفكر والثقافة والأدب والفن».

ودعا شيحان إلى أن يكون هذا اليوبيل مناسبة متجددة للقاء العائلات والشبيبة، وتنظيم نشاطات ثقافية وروحية تعزز روح الوحدة والتلاقي الإنساني.

من جهته، وصف بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق الكنيسة المارونية بأنها كنيسة أصيلة ومتأصّلة. وأضاف: «نحن اليوم لا نحتفل بمجرد ذكرى زمنية، بل بأمانة الله في حياتنا كأشخاص وككنيسة. فالكنيسة، كما أرادها المسيح، ليست لذاتها بل شاهدة له في العالم. في هذا اليوبيل المبارك، نشكر الله على نعمه الدائمة، ونصلّي كي تبقى ثقته بنا ثابتة».

أما السفير البابوي في مصر نيقولاس هنري فأكد أنّ «الكنيسة الكاثوليكية في مصر تشكّل كنزًا وغنى روحيًّا كبيرًا».

وتابع: «لا ننسى السودان وهو جزء من هذه الأبرشية المباركة، فنرفع صلاتنا لأجل شعبه. عندما نتحدث عن الكنيسة، لا نقول كنيسة وطنية بل كنيسة جامعة. والكنيسة تبقى حيّة متجدّدة عندما تنبض فيها الدعوات الكهنوتية والرهبانية. لذلك، أوجّه نداءً خاصًّا إلى العائلات المارونية والشبيبة كي يفكّروا في دعواتهم لخدمة الربّ، لأنّ الدعوات هي القلب النابض للكنيسة».