بيروت, الأحد 9 نوفمبر، 2025
بيار سميا مغنّي تينور لبنانيّ يحمل في صوته رسالة فنّيّة وروحيّة تعبّر عن عمق التراث الموسيقيّ. يُشرف على تدريب القسم الشرقيّ في المعهد الوطنيّ العالي للموسيقى، ويُسهم من خلال مشاركاته في فعاليّات ثقافيّة، ولا سيّما مع الأوركسترا الوطنيّة اللبنانيّة للموسيقى الشرقيّة، في إحياء جمال الفنّ الأصيل. يُطلّ عبر «آسي مينا» ليروي رحلة رجائه واتّكاله على العناية الإلهيّة.
يقول سميا: «نشأتُ في عائلةٍ مسيحيّة يغمرها الإيمان، وكانت الكنيسة بيتنا الثاني، نصلّي فيها شاكرين الله. في خلال الحرب وسفري إلى كندا، عرفتُ تدخّل الله في أصعب الظروف، إذ كان يفتح أمامي أبواب الرزق في الوقت المناسب. أنا دائمًا اتّكل على الله رغم التجارب، وأسعى إلى زرع هذا الإيمان في أولادي».
ويردِف: «حين التحقتُ بمدرسة القلب الأقدس في منطقة الجمّيزة، أسَرَني جمالُ كنيستها. وذات يوم، في خلال القدّاس، جذبني صوت آلة الأورغ، فبدأ حبّي للموسيقى ينمو، وتخصّصت فيها وهذّبتُ صوتي، وكنتُ أرغب بأن أصبح كاهنًا، غير أنّ الظروف حالت دون ذلك، فأدركتُ أنّ خدمتي في الكنيسة وتمجيدي الله عبر الموسيقى هما رسالة إيمانيّة قرّبتني من الآخرين».
ويروي: «الألحان والكلمات تُعيدني إلى جوهر رسالتي، فأدرك أنّ ما أفعله هو تمجيد للربّ وسير نحوه، خصوصًا حين أتمكّن من جعل الناس يصلّون. وأتذكّر القدّيس دومينيك سافيو الذي كان يهرب عندما يمدح الناس صوته، لأنه كان يشعر بأنّ المجد لله وحده، أمّا أنا فأرى في ذلك علامة رضا الربّ عليّ وتشجيعه لي كي أستمرّ. أشكره على كلّ شيء، وعلى نعمة الصوت التي أعتبرها منه وله. مذ كنتُ صغيرًا، انضممتُ إلى الطلائع وفرسان العذراء مريم التي أصبحت شفيعتي، وقد أنقذتني غير مرّة من أخطار كادت تودي بحياتي. وتربطني علاقة مميّزة بالقدّيسة فيرونيكا جولياني، إذ إنّي أدرِّب موسيقيًّا جماعة خاصّة بها».

