بقلم: د. آمال شعيا
زغرتا, السبت 8 نوفمبر، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار الملاك ميخائيل في تواريخ مختلفة، منها 8 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. في هذه المناسبة، نُسلّط الضوء على كنيسة شُيّدت على اسمه في بلدة سرعل في قضاء زغرتا اللبنانيّ.
في قلب بلدة سرعل الزغرتاويّة شماليّ لبنان، تنتصب كنيسة مار ميخائيل بوصفها جوهرةً روحيّة ومعماريّة تُنير المكان منذ العام 1883، يوم شيّدها المعماريّ الطرابلسيّ ميخائيل الكاحليّ على أنقاض كنيسة قديمة تعود إلى العصور الوسطى. يبلغ طولها 30 مترًا وارتفاعها 13 مترًا، وهي خالية من الأعمدة الداخليّة، ما يمنح فضاءها الداخليّ رحابةً تليق بمُسبِّحي الله. وتتزيّن الواجهة بنقشٍ مهيب كُتب عليه «من مثل الله 1906»، وفوق المدخل أيقونة الملاك ميخائيل، الحارس الأمين لهذا البيت المقدّس.
للكنيسة ثلاث قباب ترمز إلى الثالوث الأقدس، وتتجلّى في داخلها لوحاتٌ جداريّة نفّذها الفنّان راجي دانيال في خمسينيّات القرن الماضي، تُجسّد مراحل من حياة المسيح والعذراء والقدّيسين، فغدت الكنيسة متحفًا يلتقي فيه الإيمان والفنّ. كذلك، يحتضن المكان جثمان الخوري يوسف أبي مارون معتوق (1847 - 1929). ومن حجارة الكنيسة القديمة والجديدة، ينبعث نبض إيمانٍ حيّ، يروي للأجيال حكاية صلاةٍ لا تنطفئ، وإيمانٍ يتجدّد في كلّ صباح.
