كنيسة حلب تكرِّم مالويان… قدّيس الثبات والإخلاص

بقلم: سهيل لاوند

حلب, الثلاثاء 4 نوفمبر، 2025

في أجواء مفعمة بالإيمان والخشوع، ترأّس رئيس أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي قداس الشكر لمناسبة إعلان الشهيد إغناطيوس مالويان، أسقف ماردين، قديسًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية. احتضنت القداس كاتدرائية السيدة أمّ المعونات-حلب بحضور عدد من رؤساء الطوائف المسيحية في حلب، وكهنة الأبرشية، وحشد من المؤمنين.

تضمّن الاحتفال تكريس مذبح خاص بمالويان يحمل أيقونته، وقد مسحه مراياتي بالزيت والميرون المقدس. وكان بين الحاضرين أقرباء القديس الجديد، وهم من أحفاد الناجين من المجازر العثمانية في ماردين عام 1915، التي راح ضحيتها نحو 416 أرمنيًّا كاثوليكيًّا رافقوا مالويان في شهادته. واختُتم القداس بعرض قدّمته الفرقة النحاسية.

شدّد مراياتي في عظته على أنّ كلّ من يستشهد لأجل إيمانه بالمسيح هو قديس، معتبرًا أنّ مالويان «قديس مسكوني وللكنيسة جمعاء» وأنّه كان شهيدًا من بين شهداء مسيحيين ينتمون إلى مختلف الكنائس. ورأى أنّ العلاقة الروحية بين ماردين وحلب عميقة الجذور قائلًا: «إنّ إقامة هذا الاحتفال واجب علينا نحن أبناء أبرشية حلب، لأنّ للقديس مالويان نصيبًا روحيًّا في هذه الأبرشية، خصوصًا أنّ أبناء ماردين الذين هُجّروا من ديارهم استقر معظمهم في حلب، وأسّست لهم قبل 100 عام لجنة أبناء ماردين الخيرية التي اهتمت بشؤونهم وقدّمت إليهم الدعم».

وأضاف أنّ ما يميّز مالويان حداثة سنّه إذ استشهد في السادسة والأربعين من عمره، وإيمانه العميق المتجذر الذي قاده إلى الشهادة. وأوضح: «طلبوا منه أن يتخلّى عن إيمانه قائلين له: "أسلم تسلم"، لكنّه أبى أن ينكر المسيح، مفضّلًا الموت على المساومة على العقيدة».

وأشار مراياتي إلى أنّ مئات الشهادات عن عجائب وشفاءات تمت بشفاعة مالويان وصلت إلى البطريركية وإلى دير بزمار في لبنان، داعيًا المؤمنين إلى الصلاة والالتجاء لشفاعة القديس في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها سوريا وأرمينيا.

شهادة للحقّ والإخلاص

تخلّلت القداس تلاوة مطران حلب للسريان الكاثوليك أنطوان شهدا وصية مالويان التي كتبها قبل أسابيع من استشهاده، وممّا قال فيها: «لم أخن قط أيّ أمر من أمور الدولة، بل كنت دائمًا مخلص الأمانة لها، وأوصي الإكليروس والمؤمنين بأن يسلكوا هذا المسلك».

واختتم القديس وصيته: «أستودعكم الله، أيّها الأبناء الأعزاء، طالبًا إليكم أن تصلّوا إلى الله كي يعطيني القوّة والشجاعة لأقضي هذا العمر الفاني بنعمته، وفي محبّته، حتى سفك الدم».