ورأى أنّ الإعلان غذّى الروابط بين الكنيسة والأديان الأخرى، ورسالته لا تزال ذات أهمية كبرى اليوم. وتوقّف على 4 نقاط مهمّة في الإعلان: الأوّلى، أنّ البشرية تتقارب أكثر فأكثر، ومن واجب الكنيسة تعزيز الوحدة والمحبة بين الناس والأمم؛ الثانية، الجميع ينتمي إلى عائلة إنسانية واحدة في أصلها وغايتها الأخيرة؛ الثالثة، تسعى الأديان في العالم كلّه إلى الإجابة عن قلق القلب البشري، وتقدِّم تعاليم وأساليب تساعد في السير نحو السلام ومعنى الحياة؛ الرابعة، أنّ الكنيسة الكاثوليكية لا ترفض شيئًا ممّا هو حقّ ومقدّس في الأديان الأخرى.
رفض التمييز والمضايقات
أكّد الحبر الأعظم أنّ الإعلان حازم ضدّ معاداة الساميّة. وشدّد على أنّ الكنيسة ترفض جميع أشكال التمييز أو المضايقة على أساس العِرق أو اللون أو الحالة الاجتماعية أو الدين. وأضاف أنّ الحوار ليس تكتيكًا أو وسيلة، بل أسلوب حياة ومسيرة قلب تغيّر جميع المشاركين فيها.
وأشار إلى أنّ الحوار الأصيل لا يولد من التسوية، بل من القناعة والجذور العميقة لإيماننا. ورأى أنّ زعماء الأديان، يهتدون بحكمة إلى تقاليدهم المختلفة، ويشتركون في مساعدة الشعوب في التحرر من قيود الأحكام المسبقة والغضب والكراهية والتغلب على الطمع المدمّر للنفس البشرية والأرض معًا.
وأكّد أنّ السير على درب الحوار يفتح القلوب، ويبنى الجسور، ويشقّ دروبًا جديدة حيث لم يكن ذلك ممكنًا. ووصف الحوار بالمهمة المقدسة الواقعة على عاتق البشرية جمعاء.
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. دكتور في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.