الشركة المرجوّة ومسيحيّو الشرق الأوسط… البابا لاوون يلتقي آوا الثالث

البابا لاوون الرابع عشر يلتقي البطريرك آوا الثالث روئيل في الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يلتقي البطريرك آوا الثالث روئيل في الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

اعتبر البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم في لقاء مع بطريرك كنيسة المشرق الأشوريّة آوا الثالث روئيل أنّه لا ينبغي للشركة الكاملة المرجوّة بين الكنائس أن تتضمّن أيّ نوع من الاستيعاب أو السيطرة، بل يجب أن يعزِّز تبادل عطايا الروح القدس بين الكنائس بنيان جسد المسيح.

وأمل لاوون أن يقود الاحتفال بذكرى مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا إلى تطبيق أشكال من السينودسية بين المسيحيين من جميع التقاليد. وتمنّى أن يحمل مسيحيّو الشرق الأوسط دائمًا شهادة أمينة للمسيح القائم من بين الأموات بشفاعة جميع قديسي الكنيستَين الكاثوليكيّة والآشوريّة، وأن يُسرّع الحوار بين الكنيسة في اقتراب اليوم الذي «سنحتفل فيه معًا على المذبح الواحد، متقاسمين الجسد والدم نفسَيهما لمخلّصنا».

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس السيامة الأسقفيّة للمونسنيور ميروسواف ستانيسواف فاخوفسكي في بازيليك القدّيس بطرس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/ آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس السيامة الأسقفيّة للمونسنيور ميروسواف ستانيسواف فاخوفسكي في بازيليك القدّيس بطرس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/ آسي مينا

الجذور الرسوليّة لكنيسة العراق

في سياق آخر، أعلن البابا أمس أنّ الجذور الرسولية لكنيسة العراق علامة على استمرارية لم تستطع أعمال العنف الوحشية في العقود الأخيرة اطفاءها. ورأى أنّ أصوات الذين قُتلوا ظلمًا في تلك الأرض لا تزال حية، واعتبر أنّهم يصلّون اليوم من أجل البلاد، والسلام في العالم.

جاء ذلك في خلال ترؤّسه قداس السيامة الأسقفيّة للمونسنيور ميروسواف ستانيسواف فاخوفسكي -المُعيّن سفيرًا بابويًّا جديدًا في العراق- في بازيليك القدّيس بطرس الفاتيكانيّة.

فسيفساء الطقوس والثقافات

اعتبر لاوون أنّ الكنيسة الكاثوليكية، المتّحدة تمامًا بأسقف روما، تعيش في العراق ضمن تقاليد متنوعة: الكلدانية والسريانية والأرمنية والرومية واللاتينية. ووصف ذلك بفسيفساء من الطقوس والثقافات، ومن التاريخ والإيمان، تستحق استقبالها وصيانتها بالمحبة.

ورأى أنّ الوجود المسيحي في بلاد ما بين النهرين عريق جدًّا؛ فبحسب التقليد، حمل القديس توما الرسول البشرى إلى تلك الأرض، وأسّس مع تلميذَيه أدي وماري أولى الجماعات المسيحية فيها.

حماية براعم الرجاء

ذكر لاوون أنّ في تلك المنطقة ما زال يُصلّى باللغة الآرامية التي تكلم بها يسوع. وتابع أنّ البابا فرنسيس كان أوّل حبر أعظم يزور العراق في مارس/آذار 2021 حاجًّا للأخوّة وقد ذكر أنّ في تلك الأرض يدعونا الله، خالق البشر متساوين في الكرامة والحقوق، إلى نشر المحبة والإحسان والوئام.

وسأل لاوون فاخوفسكي مواصلة المسار المحدّد من فرنسيس، لحماية براعم الرجاء، والتشجيع على التعايش السلمي، وتأكيد أنّ دبلوماسية الكرسي الرسولي تنبع من الإنجيل وتتغذّى من الصلاة.

رجل وحدة وصمت

طلب الأب الأقدس من السفير البابوي الجديد أنّ يكون رجل وحدة وصمت وإصغاء وحوار. ودعاه إلى حمل وداعة بنّاءة في كلماته، وسلام معزٍّ في نظراته، إذ سيعرفه الناس في العراق لا بما يقول بل بكيفيّة عيشه المحبّة. وشجّعه على الاتكال على مريم ملكة السلام في رسالته، وعلى القديسين توما وأدي وماري، شهداء الإيمان في العراق، ليكونوا معه نورًا ورفاق درب.

يُذكَر أنّ فاخوفسكي وُلِد في بولندا عام 1970، وسيم كاهنًا عام 1996. نال دكتوراه في القانون الكنسي والتحق بالسلك الدبلوماسي الفاتيكاني عام 2004، فخدم في بعثات ومناصب دبلوماسية عدة، ثم عُيّن أمين سرّ مساعدًا للعلاقات مع الدول عام 2019. وهو يتقن خمس لغات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته