مدبّر رسوليّ جديد لطرابلس الليبيّة... اليد الإنسانيّة والروحيّة لا تنقطع

تعيين الأب مجدي حلمي مدبّرًا رسوليًّا للاتين في طرابلس، ليبيا تعيين الأب مجدي حلمي مدبّرًا رسوليًّا للاتين في طرابلس، ليبيا | مصدر الصورة: shutterstock/الرهبنة الفرنسيسكانيّة في مصر

في خطوة تُعبّر عن التزام الكنيسة الكاثوليكية العميق بحضورها الإنساني والروحي في كلّ مكان وزمان، أعلنت دائرة الأنجلة الفاتيكانية تعيين الأب مجدي حلمي الفرنسيسكاني مدبّرًا رسوليًّا للنيابة الرسولية اللاتينية في طرابلس-ليبيا، بعد تقديم المطران جورج بوجيا استقالته منها.

يُعدّ حلمي من الرهبان الفرنسيسكان الذين خبروا الواقع الليبي من قرب، إذ يخدم في البلاد منذ العام 2006 راعيًا للجاليات الأجنبية، ثمّ عُيّن في العام التالي سكرتيرًا ثانيًا لسفارة الفاتيكان في ليبيا. وعام 2016 تولّى رئاسة دير القديس فرنسيس في طرابلس حتى العام 2022. ويشغل منذ العام 2019 منصب وكيل أبرشية طرابلس.

يقول حلمي عبر «آسي مينا»: «نحاول على هذه الأرض أن نجسّد محبة يسوع مع المهاجرين، إذ إنّ كثيرين منهم جاؤوا بسُبُل غير شرعية ويعانون الفقر. نقدّم شهادة حيّة ليسوع المسيح بطريقة فعلية وواقعية مع الآخرين».

ويصف الكنيسة في ليبيا بأنّها كنيسة العنصرة المعاصرة، قائلًا: «الكنيسة هنا رائعة ومتنوعة الأجناس والثقافات واللغات. المطران الذي خدمت معه كان يتحدث تسع لغات، وهذه التعددية تشكّل ثروة حقيقية تُغني الكنيسة وتوحّدها حول المسيح».

وفي مقارنة بين ما قبل اندلاع «الربيع العربي» والوضع الراهن، يكشف حلمي أنّ النيابة الرسولية اللاتينية في طرابلس كانت تضم لوحدها ثماني عشرة جالية كاثوليكية تصلي بنحو أربع عشرة لغة مختلفة، منها الإيطالية والإسبانية والعربية والكورية. لكن بعد العام 2011، تغيّر المشهد كلّيًّا، لتبقى اليوم ثلاث جاليات فقط: اثنتان إفريقيتان وواحدة آسيوية يتكوّن معظمها من فلبينيين وهنود وباكستانيين.

ويضيف: «في طرابلس، تُعدّ كنيسة مار فرنسيس اليوم الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة (منذ زمن الرئيس السابق معمر القذافي) التي ما زالت تقام فيها الصلوات، بينما في بنغازي توقفت الصلوات في "كنيسة العذراء مريم الحبل بلا دنس" منذ أكثر من أربعة عشر عامًا بسبب الأوضاع الأمنية، قبل أن تُدمّر كلّيًّا عام 2016 بسبب القصف؛ فمُنحت الجماعة الكاثوليكية كابيلا صغيرة داخل أحد مستشفيات المدينة لتتمكن من الصلاة ومتابعة حياتها الإيمانية».

ورغم غياب الإحصاءات الرسمية، يُقدّر حلمي عدد المسيحيين في ليبيا بنحو 100 ألف شخص، بينهم ما يقارب 40 ألف كاثوليكي. ويؤكّد اعتراف السلطات بخمس كنائس هي: الكاثوليكية (في نيابتي طرابلس وبنغازي)، والأسقفية، ومجمع الكنائس البروتستانتية، والروم الأرثوذكس، والأقباط الأرثوذكس، لكنّ الأخيرتّين أغلقتا أبوابهما منذ سنوات لأسباب أمنية.

نيل الأب مجدي حلمي وسام «Pro Ecclesia et Pontifice» من البابا لاوون الرابع عشر. مصدر الصورة: الرهبنة الفرنسيسكانيّة في مصر
نيل الأب مجدي حلمي وسام «Pro Ecclesia et Pontifice» من البابا لاوون الرابع عشر. مصدر الصورة: الرهبنة الفرنسيسكانيّة في مصر

يُذكر أنّ البابا لاوون الرابع عشر كرّم حلمي بمنحه وسام «Pro Ecclesia et Pontifice» في يوليو/تموز الماضي تقديرًا لالتزامه وخدمته الكنيسة في ليبيا ولدوره في التعاون المثمر مع السفارة البابوية وأمانة سر دولة الفاتيكان خصوصًا في إعداد الوثائق المطلوبة من السلطات المحلية باللغة العربية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته