جوزفين خويري: عملي مع المكفوفين يُنسيني أوجاعي

جوزفين خويري جوزفين خويري | مصدر الصورة: جوزفين خويري

جوزفين خويري إنسانة مجاهدة عمِلَت في مجالات عدّة في مدرسة الضرير والأصمّ في منطقة بعبدا اللبنانيّة. عصفت بها رياح فقدان الأحبّة، لكنّها لم تستسلم. تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ في خدمة المكفوفين.

تقول خويري: «وجدتُ نفسي في المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ في بعبدا، حيث اكتشفتُ أنّ قلبي وروحي قادران على العطاء بلا حدود. تولّيتُ في خلال خدمتي بالمدرسة مسؤوليات عدّة هدفَتْ إلى مساعدة الكفيف في تعليمه ودمجه مع المبصرين في المدارس والجامعات والمجتمع، وكذلك تأمين وظيفة له».

وتواصل حديثها: «عرفتُ التحدّيات، وأكثرها قسوة كان فقدان أفراد عائلتي كلّهم. هذه التجربة تركت أثرها العميق في نفسي، وجَعَلَت الوحدة أصعب ما يُمكن تحمّله. لكنّي صمدتُ بفضل الإيمان وشعرتُ بأنّ المدرسة أصبحت عائلتي الثانية».

وتضيف: «كثيرًا ما كنتُ أنسى أوجاعي في خلال عملي مع المكفوفين، وحين أقارن واقعي بحياة من لا يُمكنه رؤية العالم، تهون معاناتي ويزداد شعوري بالامتنان».

في رحاب الإيمان والخدمة

وتروي: «أحبُّ القدّيسين كلّهم، لكنَّ قلبي يميل خصوصًا إلى العذراء مريم والقدّيس شربل، وأستمدّ من صلاتهما وشفاعتهما القوّة والهداية في حياتي، فبفضلهما اخترتُ السير على درب الإيمان والخدمة. حين كنت صغيرة فكّرتُ بأن أكون راهبة، وبمرور الوقت فهمتُ أنّي أستطيع عيش الروح الرهبانيّة من خلال أعمالي، سواء كنتُ في دير أم لا، فكلّ عملٍ صالح هو وسيلة لخدمة ربّي وذاتي معًا».

وتختِم خويري: «أدعو الناس إلى عدم الاستسلام أمام الصعوبات، لأنّ تجربتي مع المكفوفين علّمتني أنّ المستحيل لا وجود له أمام الإيمان، والإرادة الصلبة، والقوّة الداخليّة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته