«إيجاد شريك»... تحدّي الشبيبة المسيحيّة المشرقيّة في المهجر

الشبيبة المسيحيّة المشرقيّة في المهجر... بين أزمة الزواج وتحدّي الانتماء الشبيبة المسيحيّة المشرقيّة في المهجر... بين أزمة الزواج وتحدّي الانتماء | مصدر الصورة: Court Marriage Kathmandu

في مدن أوروبا الواسعة، وبين جدران الكنائس الشرقيّة الصغيرة المنتشرة هنا وهناك، يعيش جيل جديد من الشباب المسيحيّين المشرقيّين الحائرين بين الحفاظ على الهويّة الدينيّة والثقافيّة، وبين واقع الاغتراب الذي يفرض تحدّيات قاسية، لعلّ أبرزها صعوبة العثور على شريك حياة.

في ليون الفرنسيّة، يُوجّه الأب مجيد عطالله، كاهن إرساليّة العائلة المقدّسة للسريان الكاثوليك، دعوة ملحّة إلى الشباب والشابّات المشرقيّين قائلًا: «أنصح الشبيبة أولًا بالتوجّه إلى الكنائس الشرقيّة. من غير المنطقيّ أن أبقى في المنزل وأتوقّع أن ألتقي الشخص المناسب. الكنيسة ليست مكان صلاة فحسب، بل بيت لقاء وتعارف. شباب كثيرون في ليون يتّصلون بي بحثًا عن شريك مسيحيّ، لكنّهم لا يأتون إلى القدّاس أو النشاطات الكنسيّة، لذلك أقول لهم دائمًا: عودوا إلى الكنيسة، كونوا جزءًا من الرعيّة، هنا تُبنى العلاقات وتنمو الصداقات».

ويشير عطالله إلى تجربة إيجابيّة في ليون، حيث انتقل عدد من العائلات المسيحيّة الشرقيّة من القرى الصغيرة إلى المدينة لتكوين نواة مجتمع متماسك حول الكنيسة، لذلك هو يدعو المسيحيّين المغتربين إلى عدم الانعزال في القرى بل المجيء إلى المدن الكبرى حيث يسهل التعارف والاحتكاك بالآخرين.

لكنّ عطالله يرى أنّ التحدّيات لا تقف عند الزواج فحسب، بل تشمل أيضًا مسألة الحفاظ على الهويّة الإيمانيّة والطقسيّة في بيئة غربيّة مختلفة. ويوضح: «للأسف، أعتقد أنّنا سنحافظ على كنائسنا لجيلين فقط، لأنّنا نواجه مشكلة اللغة والانتماء. الكبار يعرفون العربيّة حصرًا، والصغار الفرنسيّة، في حين أنّ معظم اللبنانيّين والسوريّين لا يتكلّم السريانيّة».

مبادرة لبناء جسور التعارف

أما في براغ – التشيك، فقد رأت الدكتورة ليليان اسبردون أنّ شبابًا كثيرين يبحثون عن شريك من سوريا، لاعتبارهم أنّ الزواج من شخص «من الوطن» هو الحلّ الأمثل. لكنّها تخالف هذا الرأي قائلة: «الأمر ليس بهذه البساطة، فالانتقال من بيئة شرقيّة إلى أخرى أوروبية ليس سهلًا، والتأقلم النفسيّ والاجتماعيّ ليس مضمونًا. الزواج يجب أن يُبنى على القناعة والحبّ، لا على فكرة الهجرة أو تحسين الظروف».

ولا تخفي اسبردون خيبة أملها من ضعف تجاوب بعض الكنائس المشرقيّة في أوروبا مع احتياجات الشباب، موضحة: «تواصلتُ مع أكثر من كنيسة مشرقيّة في براغ، واقترحتُ تنظيم مخيّمات أو مبيتات للشبيبة العربيّة المسيحيّة في أوروبا، لكن لم أجد اهتمامًا كافيًا. معظم النشاطات موجّه للعائلات، بينما الشبيبة تُترك لتدبّر أمرها وحدها».

من هنا جاءت فكرتها المتمثّلة بتأسيس مجموعة «باسم المسيح نلتقي – الشبيبة المسيحيّة السوريّة في أوروبا»، وهي مبادرة تجمع المغتربين في مختلف الدول الأوروبية، ممَّن يريدون إيجاد شريك سوريّ مسيحيّ وتأسيس عائلة. وتضيف: «أطلقنا لقاءات أسبوعيّة عبر منصّة زوم نُناقش فيها موضوعات مثل اختيار شريك، اكتشاف الذات، الاختلاف بين الحياة في الشرق والغرب، وأحيانًا نشاهد أفلامًا لها مغزى ونناقش أفكارها. كذلك، نظّمنا ثلاث مبيتات ونستعدّ للمبيت الرابع قريبًا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته