العالم, الثلاثاء 21 أكتوبر، 2025
في مدن أوروبا الواسعة، وبين جدران الكنائس الشرقيّة الصغيرة المنتشرة هنا وهناك، يعيش جيل جديد من الشباب المسيحيّين المشرقيّين الحائرين بين الحفاظ على الهويّة الدينيّة والثقافيّة، وبين واقع الاغتراب الذي يفرض تحدّيات قاسية، لعلّ أبرزها صعوبة العثور على شريك حياة.
في ليون الفرنسيّة، يُوجّه الأب مجيد عطالله، كاهن إرساليّة العائلة المقدّسة للسريان الكاثوليك، دعوة ملحّة إلى الشباب والشابّات المشرقيّين قائلًا: «أنصح الشبيبة أولًا بالتوجّه إلى الكنائس الشرقيّة. من غير المنطقيّ أن أبقى في المنزل وأتوقّع أن ألتقي الشخص المناسب. الكنيسة ليست مكان صلاة فحسب، بل بيت لقاء وتعارف. شباب كثيرون في ليون يتّصلون بي بحثًا عن شريك مسيحيّ، لكنّهم لا يأتون إلى القدّاس أو النشاطات الكنسيّة، لذلك أقول لهم دائمًا: عودوا إلى الكنيسة، كونوا جزءًا من الرعيّة، هنا تُبنى العلاقات وتنمو الصداقات».
ويشير عطالله إلى تجربة إيجابيّة في ليون، حيث انتقل عدد من العائلات المسيحيّة الشرقيّة من القرى الصغيرة إلى المدينة لتكوين نواة مجتمع متماسك حول الكنيسة، لذلك هو يدعو المسيحيّين المغتربين إلى عدم الانعزال في القرى بل المجيء إلى المدن الكبرى حيث يسهل التعارف والاحتكاك بالآخرين.
لكنّ عطالله يرى أنّ التحدّيات لا تقف عند الزواج فحسب، بل تشمل أيضًا مسألة الحفاظ على الهويّة الإيمانيّة والطقسيّة في بيئة غربيّة مختلفة. ويوضح: «للأسف، أعتقد أنّنا سنحافظ على كنائسنا لجيلين فقط، لأنّنا نواجه مشكلة اللغة والانتماء. الكبار يعرفون العربيّة حصرًا، والصغار الفرنسيّة، في حين أنّ معظم اللبنانيّين والسوريّين لا يتكلّم السريانيّة».