البابا فرنسيس يعتبر المواد الإباحيّة بلاءً وهجومًا مستمرًّا على كرامة الرجل والمرأة

البابا ملقيًا كلمته أمام فيديراليّة الجمعيّات العائليّة الكاثوليكيّة الأوروبيّة البابا ملقيًا كلمته أمام فيديراليّة الجمعيّات العائليّة الكاثوليكيّة الأوروبيّة | Provided by: Vatican Media

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم في القاعة الإقليمنضيّة في القصر الرسولي الفاتيكاني، أعضاء فيديراليّة الجمعيّات العائليّة الكاثوليكيّة الأوروبيّة، بمناسبة 25 سنة على تأسيسها. خلال المقابلة الخاصّة التي عقدها البابا مع أعضاء الفيديراليّة، ألقى كلمة عبّر فيها عن مواضيع عدّة تخصّ عائلة اليوم.

بدأ البابا ذاكرًا الصعوبات والمأساة التي تعيشها العائلات اليوم في أوروبّا جرّاء الحرب الأوكرانيّة. وأكّد أنّ الآباء والأمّهات، بغضّ النظر عن جنسيّتهم لا يريدون الحرب، شاكرًا في هذا الخصوص العائلات الليتوانيّة والبولنديّة والمجريّة التي استقبلت نازحي هذه الحرب.

تنبّهوا «الشتاء الديموغرافيّ»

حذّر البابا مما سمّاه «الشتاء الديموغرافيّ» ودعا للتنبّه من خطورته. فهناك رابط شديد بين عدد الولادات والإحساس بجمال العائلة، بحسب الأب الأقدس. وحثّ الحاضرين للعمل على تشجيع الانجاب وتقوية الشبكات العائليّة، معتبرًا أنّ الأمر طارئ للقارّة الأوروبيّة، لكن ليس فقط لأوروبّا. فبحسب البابا إنّنا لسنا نعيش فقط في عصر المتغيّرات بل أيضًا في تغيّرٍ للعصر.

لا نمو مستدام دون تضامن الأجيال

من هنا رأى البابا أنّه لا يمكن الكلام عن النموّ المستدام دون تضامن الأجيال. ويفترض هذا التضامن توازنًا ينقص اليوم في أوروبا. أوروبا طاعنة بالسنّ وغير منجبة، هي أوروبا ليس بإمكانها التحدّث في مشاريع مُستدامة. لذا رأى البابا أنّ: «على الدول تذليل جميع العقبات التي تقف بوجه الانجاب في العائلات، وعليها الاعتراف أنّ العائلة تشكّل خيرًا عامًا يجب مكافأته». وذكّر البابا بما كانت الفيديراليّة أعلنته في إحدى إعلاناتها في العام 2022: «لا يجب يومًا مقاربة إنجاب الأطفال كانعدام للمسؤوليّة تجاه الخلق وتجاه الموارد الطبيعيّة. فمبدأ "الأثر البيئي" لا يُطبّق على الأطفال، لأنّهم مورد مهمّ للمستقبل. من هنا يجب مواجهة الاستهلاكيّة والفردانيّة».

المواد الإباحيّة

قال البابا أيضًا إنّ المواد الإباحيّة بلاء منتشر أينما كان على الانترنت ويجب تبيانه كهجوم مستمرّ على كرامة الرجل والمرأة. وأضاف البابا: «إنّ المواد الإباحيّة تهديد للسلامة العامّة، إذ هو وهم كبير الاعتقاد بأنّ مجتمعًا بالغًا يستهلك الجنس بشكلٍ شاذّ عبر الانترنت، يمكنه بعدها حماية الأطفال بشكل فعّال». مُقتبسًا ذلك من كلمة له في العام 2017 لمشاركين في المؤتمر حول كرامة الطفل في العالم الرقميّ. واعتبر الحبر الأعظم أنّ شبكات العائلات، التي تتعاون مع المدارس والمجتمعات المحليّة، أساسيّة لتجنّب ومحاربة هذا البلاء وبلسمت جراح المدمنين عليه.

استئجار الرحم

اعتبر البابا أيضًا أنّ: «كرامة الرجل والمرأة مُهدّدة أيضًا من ممارسة استئجار الرحم غير الإنسانيّة والتي يزداد انتشارها أكثر فأكثر». ففي هذه الممارسة يتمّ استغلال النساء، اللواتي يكُنّ غالبًا فقيرات، ويُستخدم الأطفال كسلع.

جائحة الوحدة

في نهاية الكلمة ذكّر البابا ضرورة العمل من أجل السلام. كما اعتبر أنّ جائحة كورونا قد كشفت عن جائحة أخرى، أكثر اختباء، هي جائحة الوحدة. فمع أنّ الكثير من العائلات أعادت اكتشاف ذاتها ككنيسة منزليّة، عاشت الكثير من العائلات الأخرى الوحدة. فاعتبر البابا أنّ العائلات مضاد الوحدة، اذ أنّها في طبيعتها مدعوّة لعدم التخلّي عن أحد، بشراكة مع الرعاة والكنائس المحلّية. واسترجع البابا المقطع رقم 324 من إرشاده الرسولي فرح الحُب الذي يُظهر فيه كيف أنّ العائلات التي تعانق الفقراء والمتروكين تشارك في أمومة الكنيسة.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته