العالم, السبت 18 أكتوبر، 2025
الوسواس القهريّ اضطرابٌ نفسيّ وروحيّ يُثقل القلب بأفكار متكرّرة تدفع الإنسان أحيانًا إلى طقوس بحثًا عن السكينة والاطمئنان. وفي ظلّ غياب العلاج، يتسلّل الوسواس إلى الحياة اليوميّة، فيؤثّر في العلاقات والقدرة على الإنجاز. في هذا الإطار، تطلّ المتخصّصة في علم النفس تاتيانا بو غريوس عبر «آسي مينا» لتشرح سبل التعامل مع هذا الاضطراب وتخطّيه.
تقول بو غريوس: «اضطراب الوسواس القهريّ يُعدّ مرضًا يُرهق الروح قبل الجسد، إذ يَسجن المصاب بين أفكارٍ ملحّة تُعرف بالوساوس، وأفعال قهريّة يسعى من خلالها إلى راحةٍ موقّتة. غير أنّ هذه الدوّامة تُعكّر صفو الحياة اليوميّة، وتحتاج إلى علاج ليجد الإنسان سلامه من جديد. تتعدّد أعراض اضطراب الوسواس القهريّ؛ فقد يعيش المصاب قلقًا من التلوّث عند لمس الأشياء، أو شكًّا متواصلًا متعلّقًا بإغلاق الباب، وتراوده أفكار كثيرة غير مرغوب بها، قد تكون صحّية، أو دينيّة أو ذات طابع جنسيّ، ويلجأ إلى طقوس متكرّرة كغسل اليدين المفرط، وكأنّه يسعى إلى تطهير روحه من قلقٍ لا يُرى».
وتواصل حديثها: «يبدأ المصاب بوسواس قهريّ بالشعور بحاجةٍ إلى طلب المساعدة عندما تُصبح أفكاره ومخاوفه عبئًا دائمًا يثقل قلبه وروحه ويعوق سلامه الداخليّ وعلاقاته بالآخرين. عندها، يجب اللجوء إلى متخصّص في هذا المجال لإرشاده نحو سبل التحرّر من القلق والتوتّر».

