العالم, الاثنين 6 أكتوبر، 2025
الشفاعة، في مفهومها المسيحيّ، ليست مجرّد صلاة لأجل الآخَر، بل هي دخول في عمل المسيح الخلاصيّ. والكلام عن شفاعة القدّيسين ليس تقليلًا من شأن المسيح، بل هو إعلانٌ لامتداد جسده في السماء وعلى الأرض.
ترتكز شفاعة القدّيسين على ركيزتَين لاهوتيّتَين أساسيّتَين هما: شركة القدّيسين ووساطة المسيح، وفق ما بيَّنَ الأب نويران ناصر الدومنيكيّ في حديثه عبر «آسي مينا»، موضحًا أنّها انعكاسٌ حيّ للمحبّة التي تربط أعضاء الكنيسة بعضهم ببعض في المسيح، الرأس والوسيط الواحد.
ولفت إلى أنّ التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة يُعلّمنا أنّ شركة القدّيسين هي اتّحاد روحيّ بين أعضاء الكنيسة كلّهم، ولا تقتصر على الأرض، بل تمتدّ إلى السماء والمطهر. «فالقدّيسون في مجدهم، ليسوا منعزلين، بل مرتبطون بنا بعمق، ويُشاركون بنشاط في حياتنا الروحيّة».
وشدّد على أنّ شفاعة القدّيسين لا تحلّ محلّ وساطة المسيح، الوسيط الوحيد بين الله والناس (1 تي 2: 5)، ولا تنتقص منها، بل تعتمد عليها. فالمسيح أراد أن يشرك كنيسته في عمله الخلاصيّ، والقدّيسون بصفتهم أعضاء في جسده، يشاركون في هذه الوساطة بشكل ثانويّ وتابعٍ للمسيح، فتغدو شفاعتهم انعكاسًا وامتدادًا لشفاعته.
