البابا لاوون يحذّر من برودة اللامبالاة في يوبيلَي الرسالات والمهاجرين

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانيّة البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانيّة | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ الإيمان لا يساعدنا حصرًا في الصمود بوجه الشرّ والمثابرة على الخير، بل يغيّر حياتنا لتصبح أداةً للخلاص الذي يريد الله أن يحقّقه اليوم في العالم.

جاء ذلك في خلال ترؤسه قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانية صباح اليوم. ورأى الحبر الأعظم أنّها مناسبة جميلة لإحياء الوعي في داخلنا بالدعوة الإرسالية، تلك التي تنبع من الرغبة في حمل فرح الإنجيل وعزائه إلى الجميع، خصوصًا أولئك الذين يعيشون قصصًا صعبة وجراحًا عميقة.

وأضاف أنّ بعدما كانت الرسالة تُفهم طويلًا بمعنى «الانطلاق نحو البعيد»، نحو أراضٍ لم تعرف الإنجيل بعد أو غارقة في الفقر، لم تعد اليوم حدود الرسالة جغرافيّة، لأنّ الفقر والمعاناة والرغبة في رجاء أعظم هي التي تأتي نحونا. وذكر أنّ ما يشهد على ذلك واقعُ المهاجرين، وما يحملونه من مآسٍ وهروب من العنف وخوف من المجهول وخطر العبور في البحار، وصراخهم المملوء ألمًا ورجاءً. وقال: «أيّها الإخوة والأخوات، تلك القوارب التي تبحث عن ميناء آمن وتلك العيون المفعمة بالقلق والرجاء، لا يمكن ولا ينبغي أن تواجَه ببرودة اللامبالاة أو بوصمة التمييز!»

وشرح لاوون أنّ المسألة اليوم ليست «أن نذهب»، بل «أن نبقى» لنعلن المسيح من خلال الاستقبال والرحمة والتضامن: أن نبقى من دون أن نهرب إلى راحة أنانيّتنا، أن نبقى لننظر في وجوه الآتين من أراضٍ بعيدة ومعذَّبة، أن نبقى لنفتح لهم الأذرع والقلوب ولنستقبلهم كإخوة ونكون لهم حضورًا يحمل العزاء والرجاء.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

ثم دعا الأب الأقدس إلى تعزيز التعاون الإرسالي المتجدّد بين الكنائس؛ ففي الجماعات ذات التقليد المسيحي العريق، خصوصًا في الغرب، يجب النظر إلى وجود كثيرين من الإخوة والأخوات الآتين من الجنوب بأنّه فرصة لتبادلٍ متجدّدٍ ينعش وجه الكنيسة ويولّد مسيحيّة أكثر انفتاحًا وحيويّة وديناميّة. في المقابل، كلّ مبشّر يُرسَل إلى أراضٍ جديدة مدعوّ إلى أن يسكن الثقافات التي يلتقيها باحترامٍ مقدّس، فيوجّه إلى الخير كلّ ما هو صالح ونبيل فيها، ويزرع فيها نبوءة الإنجيل.

وتوجّه إلى المهاجرين: «أنتم دائمًا موضع ترحيب؛ فالبحار والصحارى التي عبرتموها هي في الكتاب المقدّس أماكن الخلاص حيث أظهر الله ذاته لينقذ شعبه. أرجو أن تجدوا هذا الوجه الإلهي في المرسلين والمرسلات الذين ستلتقونهم».

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس قدّاس يوبيلَي عالم الرسالات والمهاجرين في ساحة القدّيس بطرس الفاتيكانيّة. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته