دمشق, الثلاثاء 30 سبتمبر، 2025
يحتفل العالم في 30 سبتمبر/أيلول من كل عام باليوم الدولي للترجمة، وهو التاريخ الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017، توافقًا مع عيد القديس جيروم.
يُعرَف جيروم بأنّه شفيع المترجمين، وصاحب مؤلفات وترجمات مهمة تتقدّمها ترجمته الشهيرة للكتاب المقدس إلى اللاتينية، المعروفة باسم «الفولغاتا»، والتي بدأ العمل عليها في ثمانينيات القرن الرابع الميلادي. لكن يبقى السؤال: متى تُرجم العهد الجديد إلى العربية للمرة الأولى؟
لا إجابة قاطعة عن هذا السؤال، إذ تذكر بعض المصادر التاريخية أنّ الترجمة الأولى حصلت في القرن السابع على يد السريان العرب من قبائل طيء وتنوخ وعاقولا، بأمر من البطريرك يوحنا الثالث أبي السدرات، استجابةً لرغبة عمر بن سعد بن أبي وقاص. بينما تشير روايات أخرى إلى أنّ يوحنا أسقف إشبيلية في العصر الأموي (القرن الثامن) ترجم الكتاب المقدس إلى العربية لمصلحة مسيحيي الأندلس، معتمدًا على «الفولغاتا». ويُقال أنّ الطبيب والفيلسوف المسيحي حنين بن إسحق أنجز ترجمة في القرن التاسع، لكنّ جميع هذه الترجمات -إن حصلت- لم تصل إلينا.
أما الدليل الملموس الأول فيتمثل في المخطوط المعروف باسم «سيناء عربي 151»، المحفوظ في مكتبة دير سانت كاترين في صحراء سيناء. ويُعدّ هذا المخطوط أقدم ترجمة شبه كاملة للعهد الجديد إلى العربية إذ ضمّ جميع الأسفار السبعة والعشرين باستثناء الأناجيل الأربعة وسفر الرؤيا، وقد تُرجم عن السريانية إلى العربية متضمّنًا بعض التفاسير والتعليقات.
